|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم إنني أجد أن اتخاذ المواقف السياسية من قبل الإنسان ينم عن عقل ورؤية شخصية تتداخل ضمن حقوقنا الشخصية، فلكل إنسان الحق في أن يعتقد ما يريد ويؤمن بما يريد ويناضل من أجل ما يريد، وأعتقد أننا لا نختلف في هذا الأمر·
كنت أجد لك الأعذار وأنت تدافع عن سلطة صدام التي نعتبرها نحن أهل العراق سلطة قمع وطغيان ودكتاتورية، وتعتبرها أنت سلطة وطنية قومية معادية للإمبريالية، ولكل منا الحق في أن يختلف عن رؤى وتفكير الآخر·
ودفاعك عن سلطة صدام ليس دون سبب، مثلما ليس دون قصد، فأنت تمثل المؤتمر القومي العربي الذي دعا ومن خلال تشخيصه للخلل في سلطة صدام والتي لم يعلنها للناس، أن الواجب يقتضي على قوى المعارضة العراقية أن تسند السلطة وتتصالح معها بالنظر للظروف التي تمر بها الأمة، وقد كسبتم بعض الأعداد البائسة من السياسيين البائدين في العراق·
إنني أطلب منكم أن تختلوا بالسيد خير الدين حسيب وهو مؤسس هذا المنتدى العربي وتسأله بضميره عن طبيعة السلطة وعن حقيقة صدام·
اسأله عن السيد (إيلي زغيب) واسأله عن السيد (ناصر الحاني) واسأله عن الكثير من الأسماء التي يعرفها وعن أسباب اعتقاله وهروبه من العراق·
ولقد عرفتك من خلال الكتابات ومن خلال اللقاءات التلفزيونية حيث كنت ترفض إطلاق النعوت والصفات التي لا تليق بالطاغية، وعذر العراقيين أنهم منفعلون لأن الوجع العراقي والذبح العراقي لم يكن قد احتمله شعب من الشعوب ولامرت قصتهم على أحد، فالألم يا سيدي يفوق الوصف، ولهذا تجدهم ينفعلون في النقاش بعكسك أنت الذي لم تتضرر ولم يخمش لك الرئيس خدا ولا جرح لك أصبعا بل العكس فأنت دوما في حضرته المبجلة محط التقدير والاحترام في قصور لم أكن أتصور أنا الذي أفنيت عمري في القضاء العراقي أن أشاهدها ولو في الصور، وقد تعاطيت مع الرئيس ماديا وهذا من حقك ولقاء مواقفك العربية والوطنية ودون هذا المال ما كنت تعد المؤتمرات ولا الإصدارات·
سيدي الكريم على غير عادتك نسبت لشهداء العراق وهم أكثر مما تتصور (أنهم خونة ويستحقون مصيرهم) هذه الآلاف من الجثث المدفونة في عرض العراق وطوله لم تجر عليهم محاكمة يا سيدي ولم يجر تحقيق ولم تسجل حتى السلطة تهمة لهم، فكيف قررت أنت إصدار الحكم دون تحقيق ودون محاكمة·
هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تم دفنهم أحياء دون مراسيم للإعدام أم ترديد للشهادة كما يفعلونها مع المجرمين·
سيدي معن بشور وجدنا أطفالا يلتصفون بأجساد أمهاتهم أتمنى من شخصك أن لا تشملهم بالخيانة حيث إن أعمارهم لم تكن تصلح للمدرسة فهم لا يفهمون معنى السياسة والخيانة·
لقد أنفقت عمري أيها السيد العربي في حسم القضايا الجنائية والمدنية في محاكم العراق، ولم أجد أكثر قساوة من حكمك، ولا أكثر غرابة من حكمك، ولن أستغرب فقد وجدت كلمات الرئىس البائد بين ثنايا حروف كتابتك·
شهداء العراق يشكون إلى ربهم ظلم الطاغية والسلطة البائدة قابعة في دائرة الاتهام والأدلة تتراكم فوقها يوما بعد يوم·
شهداء العراق يرتفعون إلى السماء، وتنحط سلطة الطاغية إلى أرذل الصفات·
لن أجد لك عذرا حين تشتم شهداء شعب العراق فهم يمثلون لنا ماء الخلاص، وطريق الأمل للعراق الجديد·
لن أجد لك عذرا بعد اليوم فأنت متهم يا سيدي·
عن www.iraqcp.org |
