رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 يونيو 2006
العدد 1734

ممنوع على الفقراء!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

في الوقت الذي يتابع فيه العالم مباريات كرة القدم، الأفيون الجديد للعالم، سواء في الشرق أو الغرب، في العالم المتقدم أو تلك المجتمعات النامية، تثار العديد من التساؤلات حول من سيفوز ببطولة العالم لكرة القدم، وتتدخل كل الاعتبارات، سواء الاقتصادية أو السياسية، أو حتى الاجتماعية، ويتابع الجميع المنافسات الكروية في ألمانيا· إنهم جميعاً، فقراء، أو أغنياء مهتمون في متابعة تلك اللعبة الجميلة، فالفقراء يحاولون إيجاد الوسيلة للمتابعة، في حين يحصل الأغنياء على حق المتابعة سواء بالحضور المباشر أو عبر القنوات المشفرة أو بوسائل أخرى· وقد حرصت بعض القنوات الفضائية على احتكار حقوق البث مما حرم الفقراء من متعة المشاهدة المجانية لهذه المباريات مؤكدة بذلك أن ما من نشاط يتعارض مع مبدأ جمع المال في قاموسها، وأصبحت متابعة المباريات هماً يومياً يعاني منه محبو كرة القدم·  ومن الجدير بالذكر ان بعض القنوات الآسيوية، قد كسرت حلقة الاحتكار هذه·

 لقد تحدث الكثيرون عن أن العالم أصبح قرية صغيرة، وأن أصغر حدث في إحدى قرى إفريقيا النائية بالإمكان متابعته عبر القنوات الفضائية· ولكن على ما يبدو فإن العالم أصبح قرية صغيرة انتقائيا فهو كذلك عندما يتعلق الأمر بمشاهد القتل والذبح، وعندما يتعلق الأمر بأحداث العنف، أو بمتابعة الاقتتال هنا وهناك، أو عندما يكون الهدف الترويج لسياسة هذه الدولة أو تلك من الدول التي تتحكم بمصائر العالم· ولكنه يصبح مشفراً وغير متاح إلا لطبقة معينة أو فئة معينة عندما تصبح هناك مصلحة لمنفعة الرأسمالية الاحتكارية التي تتحكم في عالم اليوم، حيث أصبح رأس المال هو الحاكم بعيداً عن جميع الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية·

إن تلك المبارزة القديمة بين مختلف الشعوب والأمم، هي الحدث الأهم، وقد أدركت قوى الاحتكار أن تلك هي فرصتها لتحقيق المكاسب المالية، فقد دخلت كرة القدم في مجال الصراع الاقتصادي، بل أصبحت تجارة رائجة تسعى العديد من المؤسسات التجارية لاحتكارها، وخلقت جواً من المنافسة بين كبريات الشركات العالمية· وحين تدخل هذه الشركات حقل المنافسة تدرك تماماً أن هنالك عوائد مالية تقدر بمئات الملايين من الدولارات، فالإنسان يبحث عن هذه المتعة في جميع بقاع العالم·

قد يتساءل البعض، لماذا هذا الاهتمام بهذه اللعبة دون سواها؟! ولماذا يتفق الجميع على أهمية متابعتها، الأناس ذوو التعليم العادي، أو أولئك ذوو التعليم العالي، كما أصبح السياسيون يتابعون هذه المباريات التي جذبت اهتمام الجميع من ناحية، وأصبحت وسيلة تسلية لهم من ناحية أخرى·

ترى الفئات الاجتماعية الدنيا، في متابعة المباريات مجالاً لتفريغ الشحنات الانفعالية، من دون مساءلة أو محاسبة· لقد أصبحت الفرق الرياضية أحزاباً كروية لا يحاسب عليها القانون،  وأصبح الفرد ينتمي إلى حزب كروي جديد حين يتحيز لفريق معين، سواء في العالم المتقدم أو العالم النامي، وفي الوقت ذاته أصبح الاحتراف مجالاً للحراك الاجتماعي، فمعظم أبناء الطبقات الفقيرة ترى في الاحتراف مجالاً للرقي الاجتماعي والاقتصادي لأن ذلك قد يجعل الإنسان بين ليلة وضحاها مليونيراً، يحقق طموحاته في الحياة في ظل الرفاهية التي ينعم بها من يستخدم مهاراته بشكل جيد·

إن ظاهرة كرة القدم تستحق الدراسة والاهتمام من نواحي عديدة، فهي تتعلق بأهواء الناس ورغباتهم فهنالك الكثير من أبناء الدول الفقيرة في أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط، يراودهم حلم اللاعب الدولي، ألم يكن اللاعب الدولي بيليه نموذجاً لذلك، لقد أصبحت كرة القدم مجالاً حيوياً لمن يرغب بأن يصبح فتى الغلاف على صفحات المجلات الرياضية أو غيرها، وكم من الأموال صرفت في مجال الدعاية للفرق الوطنية، وكم من الأدوات سخرت لهذه اللعبة·

إن العودة إلى التاريخ تؤكد على أن هذه الرياضة كانت ولا تزال هدفاً من أهداف السياسة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وكم من الحروب قد قامت على هذا الأساس منذ داحس والغبراء، مروراً بالحروب بين الدول في أمريكا اللاتينية بسبب الرياضة·

فالإنسان يبحث دائماً عن التحدي، ويتابع جميع أنواع الصراعات بفضول وشغف ابتداء من  مباريات كرة القدم، أو مبارزات السيف أو سباق الخيل أو السباحة أو ألعاب الساحة والميدان المختلفة، ويهمه في النهاية متابعة من يفوز·

لم تخل عروض المباريات التي تجرى الآن من مفارقات كثيرة عرض فيها الرجال الأقوياء أجسادهم المدربة على الركض والمراوغة ورسم الحيل لخصومهم، وعرضت فيها الفتيات رقصاتهن الجميلة كما لو كن فتيات أيام الجاهلية في الجزيرة العربية يثرن حماس المقاتل ويحفزنه على الفوز·

لقد أصبحت كرة القدم هي الحقل الذي يتمتع فيه الجميع بمشاهدة ومتابعة صراع الكفاءة واللياقة، ولكن ضمن أدوات الاحتكار التي تفرضها النوادي والشركات التي  وظفت أموالها في منظومة كرة القدم العالمية، حيث يظهر للعيان جشع هؤلاء· لقد سعى الإنسان المحروم إلى كسر جدار الاحتكار هذا ولكن دون جدوى فالتكنولوجيا الحديثة قادرة على إغلاق جميع السبل أمامهم مما اضطرهم إلى الضغط على دخولهم المحدودة والضيقة لتوفير بضع دريهمات لمشاهدة مباراة واحدة من ضمن عشرات المباريات· وهذا من غير شك صورة أخرى من صور الصراع بين نقيضين: الاحتكار وكسر الاحتكار·

رئيس وحدة الدراسات – البيان

malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

النداء الأخير!:
سليمان صالح الفهد
الكويت للبيع!!:
سعاد المعجل
ثقافة التقسيم الحالي للدوائر:
د. عبدالله الجسمي
ممنوع على الفقراء!!:
د. محمد عبدالله المطوع
الديون سيف مصلت على الرقاب:
د. فاطمة البريكي
غدا البداية:
المحامي نايف بدر العتيبي
استجواب رئيس الوزراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
محطات قبل الانتخابات:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
اليوم هو يوم الانتخاب:
د. محمد حسين اليوسفي
وطني الكويت:
سعود جاسر الجاسر
إنه استفتاء الفتنة:
عبدالله عيسى الموسوي
الأسرة و التنشئة السياسية:
علي حصيّن الأحبابي*
ما هكذا تورد الإبل:
الدكتور محمد سلمان العبودي
غداً نكون أو لا نكون:
يوسف الكندري
اليوم.. وغدا.. وأمس:
على محمود خاجه