هذه هي المفردات التي من شأنها تحديد مصير أمة، فاليوم هو الأربعاء 28/6/2006 وهو اليوم الذي يسبق الانتخابات النيابية المرتقبة، هذه الانتخابات التي جاءت بعد حل مجلس الأمة، هذا الحل الذي كان أحد أبرز أسبابه التحرك الشعبي والشبابي بصفة خاصة للمطالبة بالدوائر الخمس تحديدا والإصلاح بشكل عام·

لقد أحدث هذا الحل لمجلس الأمة ردة فعل شعبية والتفافاً شعبياً مهيباً حول قوى الإصلاح من كافة التوجهات والمشارب· وعلى الرغم من أن موعد الانتخابات المحدد يسعى لتفتيت هذا الالتفاف والثورة الشعبية ضد قوى الفساد وهذا الأمر واضح للجميع فموعد الانتخابات ركز على إلهاء الشباب الكويتي قدر المستطاع، فكأس العالم الذي يستقطب شريحة كبيرة من الشباب يواكب فترة الانتخابات، والإجازة الصيفية لطلبة الجامعة تواكب أيضا فترة الانتخابات، وموسم السفر السنوي للكويتيين والذي يغادر فيه أكثر من 50  % من أبناء الشعب البلاد يواكب الانتخابات وامتحانات الثانوية العامة تواكب الإنتخابات هذا كله فضلا عن حرارة الجو الحارقة في هذه الفترة· وعلى الرغم من كل هذه العراقيل فإن القوى الشعبية وعلى رأسها القوى الشبابية لم تتوقف عن التحرك لصالح البلد والبحث عن الأفضل من المرشحين رغم جميع المحاولات لتشويه الانتخابات من قبل نفوس باعت البلد ولهثت وراء مصالحها وسعت للفوز بأساليب غير شريفة أبدا، فهناك من مارس الانتخابات الفرعية وآخرون لجأوا لشراء الضمائر بكافة الأساليب ولكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل بإذن الله·

إننا اليوم نتحدث عن الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما أفسده المفسدون، فإلى متى يا سادتي الكرام سنتذمر ونشتكي ونحن من يصنع القرار، فإن كنا نريد صنع القرار الصائب حقا فعلينا أن نفكر بل نفكر كثيرا في اختيار من يمثل البلد بأسره ومن يعبر عن الأمة قاطبة وأن لا ننظر إلى أي مصالح وقتية زائلة على حساب وطننا الكريم المعطاء وأن نرسخ اختيارنا هذا غدا 29/6/ 2006·

غدا يوم الحسم، يوم القرار، يوم الكويت، يوم ليس كغيره من الأيام في تاريخ كويتنا الحبيبة، يوم سنختار فيه أيما اختيار فإما أن نختار الكويت وإما أن نختار وأد الحلم، إن ما حدث ويحدث وسيحدث لم يحدثه غيرنا نحن كشعب فلما كانت الكويت درة الخليج وكنا نتغنى بروعتها كنا نحن ككويتيين المسبب الرئيسي لذلك ولما أصبحت الكويت تئن من داء الفساد نحن أيضا السبب في ذلك، وما سيحدث اليوم نحن سببه الرئيسي والأساسي، فإن أخفق النواب الذين نختارهم في التصدي للظلم فهي ليست مسؤوليتهم وحدهم بل مسؤولية من أوصلهم، وإن نجحوا في إنقاذ البلد فالنجاح ليس لهم وحدهم بل لمن اختارهم من أبناء الشعب·

لقد آل الحال في هذا البلد إلى أسوأ وأتعس الأوضاع، لقد وصلنا إلى انقطاع في المياه في دولة من أغنى دول العالم، لقد وصلنا إلى التفرج على سرقة مقدرات البلد أمام ناظرينا ونحن لا نفعل إلا الصمت·

يا شعب الكويت الكريم كفانا صمتا، إن الغد لنا وإن الغد هو اختيارنا، فما هي سوى12  ساعة هي ساعات الاقتراع التي نحدد من خلالها مصير أمة، فلا تجعلوا ويلاتها تنجر على الكويت ل 35040 ساعة هي عدد الساعات طوال الأربع سنوات المقبلة ولا نعلم بأي حال بعدها سنكون، اختاروا ضمائركم في الغد ولا تنجروا أو تنصاعوا لغير ضمائركم وتذكروا دائما إنها الكويت إنها حبيبتنا الكويت هي من تناشدنا يا شعب الصمود والمقاومة·

أما الأمس فهذا ما سنردده في 30/6/2006  إلى صيف 2010  وهو موعد الانتخابات المقبلة، فهل سنردد كلمة الأمس بمرارة وألم وحسرة على ما فعلناه بالكويت؟ أم أننا سنرددها بفخر واعتزاز وغبطة بأننا نحن الشعب برجالنا ونسائنا نحن من أنقذنا البلد، نحن من رفعنا الظلم، نحن من كنا نعم العزوة والسند لهذا الحب الكبير حب الكويت، نحن من جعلنا "وطني الكويت سلمت للمجد·· وعلى جبينك طالع السعد" نبراسا مضيئا ينير لنا طريق الصلاح والإعمار والتقدم والرقي· دعونا نقول الأمس بكل عزة وكرامة لننحر المفسدين في كيدهم ونقتل كل من يسعى إلى تشويه الكويت· إنه قراركم يا سادتي الكرام وأنتم الحكم فاحكموا بالعدل·

خارج نطاق التغطية:

في الإسبوع الماضي نشرت إحدى المطبوعات الإعلامية "يعف اللسان عن ذكر اسمها" رسما كاريكاتيريا مشينا ولا يمت للأخلاق بأي صلة ولن أذكر إلا أن الرسومات كانت تتضمن إيحاءات جنسية قبيحة جدا، وأنا لا ألوم من رسم الكاريكاتير على انحطاط أخلاقه ورسوماته لأن بريق المال هو ما يحركه ويدفعه إلى هذه الرسومات ولكن اللوم كله يقع على المسؤول الأول عن هذه المطبوعة لسماحه بنشر مثل هذه الرسومات، وأنا لا أستغرب موافقة المسؤول الأول عن المطبوعة على هذه الرسومات بل لا أستغرب أيضا إن عرفت أنه هو من أوعز للرسام برسمها، وهذا ما يدل على قلة وسوء تربية المسؤول الأول للمطبوعة ولا غرابة في ذلك فإن أردنا أن نعرف مستوى التربية فلا بد لنا أن نبحث عن المربي·

a_m_khajah@hotmail.com