| منذ فوز حركة حماس بصورة كاسحة في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة والمصائب تنهمر كالمطر الغزير على الفلسطينيين الذين كان ذنبهم ممارستهم الديمقراطية واختيارهم من يمثلهم بقناعة تامة·
واليوم، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خرج علينا الرئيس محمود عباس ليعلن عن استفتاء عام للشعب الفلسطيني على وثيقة الأسرى التي يهدف من ورائها الاعتراف بدولة إسرائيل من دون أخذ أي تنازلات أو ضمانات من المجتمع الدولي وحكومة إسرائيل·
فما وثيقة الأسرى؟ وما سر رفضنا لها؟
في مؤتمر الحوار الفلسطيني الأخير قدمت عدة تصورات من جهات مختلفة ومنها وثيقة باسم الأسرى الفلسطينيين وهي التي ركز عليها أبو مازن والإعلام العالمي بوصفها الأطروحة الأمثل بالرغم من أنها صادرة من معتقل إسرائيلي لا يضم أكثر من 100 سجين فلسطيني (أي نحو %1 من عدد الأسرى) وقام بصياغتها الأسير مروان البرغوثي أمين سر فتح، وتضم الوثيقة تصورات محددة للقضايا المصيرية مثل الدولة المستقبلية، قضية اللاجئين، الاعتراف بإسرائيل، المقاومة، المستوطنات· وهي حسب قناعتي وقناعات الكثيرين قضايا مهمة ولكن ليس من المناسب طرحها في هكذا ظروف صعبة تعيشها القضية الفلسطينية، ولقد أعلنت العديد من الجماعات الفلسطينية وعلى رأسها أسرى (حماس والجهاد والجبهة الشعبية) عن الانسحاب من الوثيقة لانحراف مسارها وحتى لا يتم إعطاؤها الشرعية بالرغم من أن الدعوة للاستفتاء العام عليها يخالف القانون الفلسطيني·
إن الشعب الفلسطيني اختار قبل أشهر قليلة وبانتخابات ديمقراطية حكومته التي يفضل أن تقوده في هذه المرحلة الحرجة، ولا يوجد أي سبب مقنع للدعوة للاستفتاء من جديد وعلى حركة فتح وقادتها الإيمان بالديمقراطية والعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني· |
