رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 يونيو 2006
العدد 1734

���� �������
نعم غداً هو يوم الفصل بين قوى الحق وقوى الفساد، غداً إما أن نرسم مستقبلاً زاهراً وواعداً للكويت مليئاً بالحق والعدل والمساواة وتطبيق مبدأ سيادة القانون واحترام الدستور وتفعيل مواده، أو لا نكون حيث تتحكم بنا قوى الفساد لأربع سنوات أخرى وتكون أقسى أربع سنوات عجاف تمر على الكويت.
تحتل التنشئة السياسية مكانة غاية في الأهمية بالنسبة إلى المجتمع و النظام السياسي، و من أهم وأسمى مهام التنشئة السياسية قيامها بدعم الوحدة الوطنية و ترسيخ روح الاندماج القومي الذي غالباً ما يتآكل في الدول ذات التباين الواضح في اللغات والأعراق و الأديان فوجود التنشئة السياسية الصحيحة في دولة ذات التباين العرقي والأديولوجي و الطائفي يساهم بصورة كبيرة في رأب صدع الوحدة الوطنية ناهيك عن مساهمتها في تجسيد شعور قوي بالهوية الوطنية، إضافةً إلى كونها تساعد في عملية التطوير الثقافي للفرد.
هذه هي المفردات التي من شأنها تحديد مصير أمة، فاليوم هو الأربعاء 28/6/2006 وهو اليوم الذي يسبق الانتخابات النيابية المرتقبة، هذه الانتخابات التي جاءت بعد حل مجلس الأمة، هذا الحل الذي كان أحد أبرز أسبابه التحرك الشعبي والشبابي بصفة خاصة للمطالبة بالدوائر الخمس تحديدا والإصلاح بشكل عام.
غدا الخميس هو المحك لكل "البرامج" والشعارات "واليفط والآرمات" والإعلانات المدججة بالوعود والعهود، وتلطيخ الخصوم بالمثالب والعيوب، وكل طقوس ما يسمى العرس الديمقراطي! والذي تحول في بعض المقار إلى: عرس الدم والذم، والتلاسن والتشابك، الى آخر عدة الحوار بالتي هو "تعود" وتضر! الشاهد أنه يوم تمتحن فيه إرادة الناخب "من الجنسين"، حيث يكرم الناخب أو يهان وفق قراره واختياره، مثل كل امتحان يتطلب استجابة وطنية سوية لا تشوبها أي شائبة تشين العرس والعروس سواء!
وطني الكويت التي قد قال قائدها
يفديك مال وأرواح وأبدان
في ما مضى جنة الدنيا وزينتها
وروضة حام فيها الطير نشوان
آفاق ورؤيـــة
تتميز هذه الحملة الانتخابية بارتفاع السقف السياسي في الطرح وهي قفزة نوعية في التعامل مع الحدث السياسي بنوعية جديدة من المحاسبة الدستورية وهي استجواب رئيس الوزراء.
فالمجلس السابق حل لهذا السبب وهو يحل للمرة الأولى خوفا من صعود أول رئيس حكومة الى منصة الاستجواب خاصة بعد تحديد يوم المناقشة..
في الوقت الذي يتابع فيه العالم مباريات كرة القدم، الأفيون الجديد للعالم، سواء في الشرق أو الغرب، في العالم المتقدم أو تلك المجتمعات النامية، تثار العديد من التساؤلات حول من سيفوز ببطولة العالم لكرة القدم، وتتدخل كل الاعتبارات، سواء الاقتصادية أو السياسية، أو حتى الاجتماعية، ويتابع الجميع المنافسات الكروية في ألمانيا.
غداً نتوجه نحن المواطنين إلى صناديق الاقتراع لاختيار خمسين نائباً لعضوية مجلس الأمة لأربع سنوات قادمة· وأربع سنوات ليست زمناً طويلاً بمقاييس التاريخ، بيد أنها زمن طويل في مقياس ثروة ناضبة اسمها البترول يتم الإسراف في استنزافها.
يرزح كثير من أبناء البلد تحت وطأة الديون أو القروض· وتتفاوت هذه الديون فيما بينها كثيرًا من أوجه عدة، إذ يختلف حجم المبلغ المقتَرَض من شخص لآخر، ما بين مبالغ يمكن تقبلها واستيعابها ومبالغ يصعب على المرء التفكير فيها.
تناولت أقلام كثيرة موضوع تقسيم الدوائر الانتخابية الحالي من زوايا مختلفة لدرجة الإشباع نظرا لما له من انعكاسات سلبية جدا على مسيرة العمل السياسي النيابي والتنفيذي ومؤسسات المجتمع المدني ولكن بقيت مسألة مهمة لربما لم يتم تناولها أو تمت الإشارة إليها بشكل محدود جدا ألا وهي صلة هذه التقسيمة بتكوين ونشر ثقافة عامة أحدثت تغيرات كبيرة في الثقافة المحلية، فما نراه من ممارسات على كل المستويات ما هو إلا نتاج لقيم عززتها ونشرتها كيفية وصول النائب للمجلس وكيفية حفاظه على كرسيه والسبل التي يتبعها في تحقيق ذلك.
الى أهالي الخالدية واليرموك وقرطبة نساء ورجالا وشيوخا وشبابا·· الى كل الشرفاء والوطنيين والغيورين على الكويت وعلى الديمقراطية ومجلس الأمة الى كل محاربي الفساد والمفسدين والسراق والحرامية·· الى كل الخيرين في تلك المناطق·· الى نساء وبنات الدائرة خصوصا·· اختاروا الأصلح والأنفع والأقوى والأنظف··
لا أحد يريد أن تسب وتشتم الحكومة، وما الفائدة المرجوة من هكذا تصرف، لكن بعضاً من المرشحين يعتقد أنه بهذه الوسيلة يصل لمبتغاه في الوصول إلى قبة البرلمان عن طريق كيل التهم دون دليل ولإيضاح أنه مرشح غير حكومي ولإبعاد هذه السمعة عنه، نحن نريد من المرشحين جميعا الوضوح في الطرح والمصداقية في النقد البناء الهادف دون إساءة لأحد،
ما زلنا نشجب ونتهم ونطلق العنان لألسنة الإعلام المرئي والمقروء المسموع ضد عمليات القتل التي تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية جوا وبرا في فلسطين والعراق، كلا في جهته وحيث تدفعه مصالحه· ثم نعود بعد أقل من 24 ساعة نغازل إسرائيل والولايات المتحدة على طريقتنا الخاصة بأن عليها أن لا تكون قاسية معنا وأن لا تكيل الأمور بمكيالين وأن تتفهم الوضع جيدا وأن تعود إلى طاولة الحوار.
قضيتنا المركــزية
منذ فوز حركة حماس بصورة كاسحة في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة والمصائب تنهمر كالمطر الغزير على الفلسطينيين الذين كان ذنبهم ممارستهم الديمقراطية واختيارهم من يمثلهم بقناعة تامة.
واليوم، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خرج علينا الرئيس محمود عباس ليعلن عن استفتاء عام للشعب الفلسطيني على وثيقة الأسرى التي يهدف من ورائها الاعتراف بدولة إسرائيل من دون أخذ أي تنازلات أو ضمانات من المجتمع الدولي وحكومة إسرائيل.
بلا حــــدود
يأتي شعار "الكويت ليست للبيع" كمحاولة من قبل البعض للتصدي لحمى الفساد الانتخابي التي تأتي بأكثر من صورة ولون!!
ويبقى السؤال حول مدى صحة مثل هذا الشعار·· وعما إذا كانت الكويت فعلا محصنة ضد شراء الذمم خاصة في مثل هذا المناخ الساخن للانتخابات البرلمانية.