التوتر القائم الآن بخصوص موضوع استمرار الجارة إيران في متابعة مشوارها النووي، باعتقادنا المتواضع، ضرب من صور الخيال العلمي لما تتكبده بلادهم من إمكانات مادية مهولة قد تكون أجدى نفعا لو تم صرفها على البنى التحتية، أو في المساهمة برفع دخل الفرد، كل ذلك يأتي (مع الأسف الشديد) في وقت لغير صالح المنطقة، فالخليج التعب الآن على فوهة بركان من جراء ويلات حروب طاحنة، وممارسات الإرهاب العبثية التي مزقت نسيجه السياسي والاجتماعي، إن لم نتجاوز الحد لنقول أكثر من ذلك، حتى طال الأمر الى مستقبله الغامض، لكي تأتي إيران وتضيف الى هذا العبث الوجودي عبثا آخر ومن الوزن الثقيل، وكيف لا؟ ألم نستوعب والعالم بأسره موضوع التسرب النووي في مفاعلات تشرنوبيل السوفياتية؟ وما حصده العالم من كارثة أكلت الأخضر واليابس جراء ذلك التسرب النووي· فما بالنا لو تسرب (وهذا احتمال وارد بشدة) من غازات نووية سامة في مفاعلات الطاقة الذرية الإيرانية؟ فماذا سنحصد نحن، وإيران من قبلنا من هذا الجنون؟ حيث لا رحمة في استنشاق تلك الغازات النووية السامة، حتي يقع الفأس بالرأس ومن ثم لا حل لدينا سوى، وكما تعودنا، لطم الخدود والنواح على ما سوف تتركه لنا تلك العملية من مصائب وكوارث على الإنسان، ناهيك عن تضرر البيئة والحيوان·
لقد ابتلينا، نحن دول العالم الثالث بممارسات سياسية مراهقة لا تعدو في ماهيتها عن تصدير طاقة الشحن الداخلية لكي نعبث هنا أو هناك، بل نلهو فرحين بما نحن به دون الالتفات الحقيقي لمشاكلنا الحياتية اليومية منها أو المستقبلية، فالقليل من الالتفات حول مستوى وعي الفرد في هذه البلدان لنكشف مدى سوء طالعنا، فلا تعليم جاد ينشل المجتمع الى واقع الحاضر، ولا خدمات صحية أو معيشية تذكر تحسن الأمور التي ابتليت بها شعوب دول العالم النامي·· حتى يأتي الرئيس نجاد متحديا الترويكا الأوروبية وكل صيحات العقلاء في العالم، ليقدم خدماته بالمجان لمن يترصد سوءا بمنطقتنا·
وهنا نقول كما يقول العم سام؟ who cares·
kamfaras@yahoo.com |