التغييرات الإقليمية التي تحدث حول دولة الكويت تؤثر على أمنها الداخلي والخارجي والاقتصادي كذلك، ومنذ نشأة الكويت نجد أن كل التهديدات الأمنية قد كانت عن طريق مؤثرات خارجية حتى وإن تأثرت من الداخل نجد أن الشرارة الأولى قد بدأت من الخارج، ويعود هذا بسبب صغر حجم الدولة مقارنة بحجم الدول التي تحيط بها، ومن أمثلة التهديدات الخارجية المعارك التي خاضتها الكويت مثل حرب الصريف ومعركة الجهراء وما قام به الرئيس العراقي الأسبق من تهديد للأمن الكويتي والذي قام بتطبيقه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حين قام بفعلته النكراء (غزو الكويت) في الثاني من أغسطس 1990، وكذلك ما أثمرته الحرب العراقية الإيرانية من إثارة النعرات الطائفية في الكويت من خلال ما أثارته الحرب وظهور الطائفية في هذه الحرب أدى الى انتقالها الى الكويت، وللأسف لا نجد أي دراسة استراتيجية تقوم بدراسة مستقبل الكويت في ظل التغيرات الإقليمية مع ضرورة وجود مثل هذه الدراسات·
إن التغيرات الإقليمية التي تحدث حول الكويت وتشابكها من الممكن أن يحدث خللا في الأمن الاقتصادي والعسكري في الكويت، ومن الأمثلة على هذه التغيرات حرب تحرير العراق والملف النووي الإيراني وهما متشابكان أمام الكويت حيث يؤثر أحدهما على الآخر، حيث تنظر الولايات المتحدة الى إيران على أنها دولة مهددة وتنظر للعراق على أنها موضع قدم لمحاربة هذا المهدد وإزالته ولكن أين سيكون موقع الكويت على هذه الخارطة؟ وما تأثير هذه العوامل على أمن الكويت، من الممكن أن تتحول الولايات المتحدة الى صف العراق بدلا من الكويت وذلك لقدرة العراق على مواجهة إيران التي تعتبر من المهددات الرئيسية على الولايات المتحدة، فما الذي سيحدث للكويت لو تحققت هذه التصورات؟ وما الاستراتيجيات التي وضعها صناع القرار لتفادي أخطار مثل هذه التغييرات؟ للأسف لا نجد أية دراسة استراتيجية تأخذ موضوع التغييرات في الإقليم المحيط بالكويت، ما الذي سيحدث للكويت لو خرجت القوات الأمريكية من الكويت؟
إننا نجد الكويت تعتمد على الولايات المتحدة لإرساء أمنها والمحافظة عليه ولكن لو ذهب العامل الموازن للأمن الإقليمي في الكويت والذي جعلها قادرة على أن تواجه القوى التي تحيط بها، لأصبحت الكويت لقمة سائغة لكل الدول التي طمعت بالكويت من قبل، دعونا نواجه الواقع وندرس إمكانات الكويت أمام هذه التغيرات التي قد تطرأ دون سابق إنذار·
للأسف، لا يوجد مركز للدراسات الاسترايتجية في الكويت يمكن أن يدرس مستقبل الكويت ويضع الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها أن يستمر الأمن الكويتي دون أن تشوبه شائبة ولكن نجد أن الكويت تسير على بركة الله دون أي دراسة يمكن الاستفادة منها في تسيير السياسة الكويتية، ويجب على الكويت أن تكتفي ذاتيا من القوات العسكرية والاقتصادية التي تسمح لها بالمسير في ركب هذا المتغيرات الإقليمية دون أي تأثيرات سلبية·
* طالب بقسم العلوم السياسية - جامعة الكويت |