إنه الدين يا هذا..
وإنه الشارع المتدين الذي حرك السياسة وآثار السياسيين·
وإنها الرغبة العارمة بالرد على الغرب ردا جماعيا ولو مرة واحدة تشفيا من الإهانات المتكررة التي يوجهها الغرب لدولنا وحكوماتنا وشعوبنا، هذا كله تجمع في صورة غضب جماعي هادر لم يكن يتوقعه الغرب وقد يكون المخفي أكبر·
الشعوب العربية والإسلامية تتابع السياسة الغربية الداعمة للكيان الصهيوني والوقوف معها دوما مهما كانت أفعالها ومنع مجلس الأمن من استصدار أي قرار ضدها ولو حسبنا عدد التصويت بـ (الفيتو) النقض ضد العرب لوجدناها كلها "إهانات سياسية" توجه للعرب وتقول لهم إنكم لا شيء في مقابل إسرائيل·
وفي المقابل تقف أمريكا ومعها الغرب ضد العرب والمسلمين إذا أرادوا استصدار أي قرار لصالحهم أو للدفاع عن حقوقهم المسلوبة، وتعمل جاهدة لاستخدام مجلس الأمن في "الرايحة والجاية" ضدهم·
الشارع العربي والمسلم تحرك نصرة لرسول الإسلام دون النظر الى المواقف الحكومية بل تعداها والبعض "قُتل" برصاص الحكومات ولم يبالي في ظاهرة تستحق الدراسة لمعرفة العمق الديني في النفس العربية بالرغم من أن الحكومات الليبرالية والعلمانية تطالبها أمريكا بتغيير المناهج!
ألم ير الغرب بأم عينيه كيف تحرك "الشارع" في بعض الدول الإسلامية حين انهار الاتحاد السوفييتي وفي البوسنة والهرسك؟
تحرك الشارع العربي والمسلم أثبت أن الشعور الإسلامي متجذر في النفوس·
لقد أثبت الشارع أيضا وعيه وفهمه لأهمية "المقاطعة الاقتصادية" وهي السلاح الذي يرفعه الغرب وأمريكا ضد إيران وحماس فإذا بالشارع العربي والمسلم يستخدم سلاح التهديد الغربي نفسه ليعيده إليهم مغلفا بالرغبة الإسلامية والدعوة الى الحكومات العربية للاهتمام بالمنتج المحلي·
فهل يعقل لأمة المليار مسلم أن تستورد الزبدة والحليب من الخارج؟!
أين شعار الحكومات بالتكامل الاقتصادي العربي والإسلامي؟!
أليس من "العيب" أن يأكل العربي الزبدة من مزارع الدانمارك ولا تستطيع المزارع العربية القريبة منه أن توفر له الحليب؟!
إذاً نحن أمة لا يستهان بها وبقوتها الاقتصادية والسياسية وإنها تستطيع أن تخلق عامل ضغط عالمي لتجبر الدول الأخرى على التجاوب مع أهدافها ومبادئها·
هذا الشارع هو الذي أوصل التوجهات الإسلامية الى سدة الحكم في أكثر من بلد وآخرها البلد المرتهن بأيدي الغرب والصهاينة و"الحبل على الجرار"·
أما الغباء الغربي فيكون بالرد على العرب والمسلمين بالمقاطعة الاقتصادية!
هذه المقاطعة التي رفضها الاتحاد الأوروبي إذا كانت ضد إحدى دوله! الشارع العربي والمسلم كشف الستار واضحا وجعل المعيار الغربي عاريا أمام ازدواجية استخدامه في القضايا المتشابهة·
أبرز ما في هذا التحرك هو تنامي قوة الصوت الشعبي العربي والمسلم كقوة متنامية لا تقل قوة عن أصحاب الهولوكوست! |