من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان أن اليهود يتقنون بصورة كبيرة الترويج لقضيتهم غير العادلة في جميع المحافل الدولية وعلى مختلف الأصعدة· ويكفي للدلالة على ذلك ترويجهم حتى اليوم بصورة مبالغ فيها لجرائم (الهولوكست) التي ارتكبت إبان الحرب العالمية الثانية، ولا يزالون يبتزون العالم بها·
وفي المقابل، فإن العرب أصحاب الحق المتأصل، والمظلومية التي لا يختلف عليها اثنان، لايزالون غير قادرين على الترويج الصحيح لقضيتهم·
وقد كشفت الصحافة الإسرائيلية منذ أيام أن بقايا الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية عن بعض المستوطنات الإسرائيلية قد تم تجميعها وقامت وزارة الخارجية بإرسالها عبر الحقائب الدبلوماسية لتعرض في مداخل السفارات الإسرائيلية في لندن وباريس وبروكسل·
كما طالبت الخارجية الإسرائيلية سفراءها في تلك الدول بضرورة إرسال نماذج من هذه الصواريخ مع صور لأطفال إسرائيليين مصابين بالذعر إلى المسؤولين في تلك الدول وكذلك لمنظمات المجتمع المدني خصوصا تلك التي تؤيد الحقوق الفلسطينية·
وأنشأت الوزارة موقعا الكترونيا للترويج لنتائج الهجمات الصاروخية على الشارع الإسرائيلي·
وتأتي هذه الخطوات لتغطي على الممارسات الإرهابية الوحشية التي تمارس بحق المدنيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة· حيث بينت الإحصائيات أنه مقابل كل صاورخ (محلي الصنع) يطلقه المجاهدون الفلسطينيون ويحمل في أفصل الأحوال 30 كيلو من المتفجرات، فإن عشرات الصواريخ المتطورة وأمريكية الصنع والموجهة بالليزر تطلق على المناطق الفلسطينية المدنية ويحمل بعضها قرابة الطن من المواد المتفجرة، وبعضها من المحرم استخدامه دوليا·
إن قضيتنا عادلة ولكنها تفتقد المحامي والإعلامي الكفؤين في المحافل الدولية·
* باحث في الصراع العربي - الإسرائيلي |