من الدروس التي نستخلصها من التقرير الإسرائيلي الرسمي حول نتائج الحرب أن الحرب لم تكن تستهدف استعادة الجنديين اللذين أسرهما حزب الله وفي الوقت نفسه فإنه لم يتم التحضير لها جيدا ولم تكن الاستعدادات لها داخليا بشكل كاف وكانت إدارتها فاشلة وأخطاؤها فادحة فحرب من كانت إذن؟!
هنا كانت الخلاصة الأساسية التي تجنب التقرير عرضها وهي أن الحرب كانت من أجل تدمير حزب الله لتحقيق طموحات المشروع الأمريكي في المنطقة· وهذه الخلاصة من المهم من ننتبه لها لنستطيع تقييم مواقف بعض الحكومات العربية أثناء العدوان على لبنان· ونتساءل ببراءة؟ هل كان دور هذه الأنظمة مرسوما لهم من قبل البيت الأبيض الأمريكي؟!
كما أن هذه الهزيمة كان لها صدى واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية والعسكرية في إسرائيل حيث أظهر استطلاع للرأي نشر بعد يوم من ظهور نتائج التحقيق أن 72% من الإسرائيليين لايريدون إعطاء أولمرت فرصة للقيام بالإصلاحات ويطالبونه بالاستقالة الفورية·
كما نشرت الصحافة الإسرائيلية عشرات المقالات والتحليلات السياسية التي تندد بالقيادة العسكرية والسياسية في البلاد التي قادت لهذه الهزيمة النكراء على يد مقاتلي حزب الله ويكفي أن وصفت صحيفة "معاريف" في افتتاحيتها بعد ظهور التقرير بأن ماحصل قاتل إلى حد الرعب ويهدد بشكل كبير بقاء الدولة وقوتها في المنطقة·
إن ماحصل في لبنان وكما ذكرنا في مقالات عديدة ودراسة متخصصة نشرتها في صحيفة "الطليعة" الغراء تؤكد بأن ماحصل هو انتصار كبير لنهج المقاومة والكفاح المسلح وهزيمة نكراء لكل دعاة الواقعية والتطبيع مع العدو الإسرائيلي وخصوصا أولئك العرب الذين أضحوا بكل أسف صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم· |