بالرغم من مرور عدة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وما صاحبه من إخفاقات هائلة للجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على مواجهة مقاتلي حزب الله في المواجهات البرية، واستمرار انهمار مئات الصواريخ على عشرات المدن الإسرائيلية حتى لحظة وقف إطلاق النار رسميا، بالرغم من كل ذلك، إلا أن القضية لا تزال تأخذ حيزا في الوضع السياسي والإعلامي والعسكري الإسرائيلي·
وتنكشف كل يوم جملة من الحقائق التي تؤكد إخفاقات الجيش وفشله في توفير الأمن للعمق الإسرائيلي·
يقول المؤرخ الإسرائيلي البارز (يعقوب تالمون): في دراسة نشرت في صحيفة (هآرتس): مؤخرا وأثارت ضجة كبيرة: إن "إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى هزيمتها النهائية"· معتبرا أنه من السخافة أن يتباهى البعض بالانتصارات على الفلسطينيين العزل، بينما أن الجيش لم يستطع مواجهة أو حتى الصمود أمام ميليشيا حزب الله·
وقد انتشرت في الأسابيع السابقة قصيدة لشاعر إسرائيلي يقول مطلعها: "إن المواطن الإسرائيلي يولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه"·
إن المتابع المنصف للوضح داخل الكيان الصهيوني يتأكد له بأن المشروع الإسرائيلي بدأ يتآكل بالرغم من كل الجهود الدولية للمحافظة عليه والارتقاء به· ولكن الملاحظ حسب استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين أنفسهم قد ملوا من الحياة العسكرية والدولة التي لم تهنأ بسلام منذ نشأتها قبل ستة عقود· والذي عبر عن طبيعتها بكل دقة قائد الجيش الإسرائيلي الأسبق (موشيه ديان) عندما قال: (تنتهي حياة الإسرائيلي فقط إذا سقط السيف من يده··· إننا جيل من المستوطنين لا يستطيع غرس شجرة، أو بناء بيت، دون الخوذة الحديدية والمدفع· علينا أن ألا ندير رؤوسنا حتى لا ترتعش أيدينا، إنه قدرنا أن نكون مستعدين دائما"· فهل يمكن لهكذا دولة أن تستمر في البقاء؟! |