نشرت صحيفة "القبس" في الأسبوع الماضي تقريرا حول الأسباب الحقيقة لتدني التعليم في البلد، ومنها على سبيل المثال: طرق التدريس البدائية، وتدني مستوى المعلمين، وحشو المناهج، وغياب ولي الأمر عن دوره المطلوب·
يقول صاحب المدرسة الليسية الحصيف أرسطو طاليس: "إن الحضارة تبدأ بتعليم الشباب" ويقول الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان الذي اشتهر عصره بحرب النجوم: "إذا أردنا أن نجرد أي أمة من سلاحها··· فعلينا أن نجردها من سلاح التعليم" يبدو لي أن الإخوة المعنيين ولا سيما المسؤولين في وزارة التربية من آخر اهتماماتهم النهوض بالعملية التعليمية وتطويرها، أو ربما هناك من يرغب أن يرى شبابنا في تخلف وترد، لأن من طبيعة الإنسان المتعلم والمثقف بالأسس السليمة متمرد على الخطأ، خلافاً للجاهل الفارغ الذي تسهل السيطرة عليه وقيادته كالقطيع! أو قد تكون ثمة سياسة مقصودة لتردي التعليم الحكومي حتى يتجه أولياء الأمور للتعليم الخاص؟ ولكن كم هي عدد الأسر التي لديها القدرة المالية على ذلك؟ يقول الإمام مالك بن أنس: "إذا منع العلم عن العامة فلا خير فيه للخاصة"· الطامة الكبرى عندما نلتقي بالكثير من الشباب وخصوصا الحاصلين على شهادة الدبلوم لمدة سنتين بعد المرحلة الثانوية، نجد أن الأخطاء الإملائية في اللغة العربية عندهم كثيرة، ناهيك عن الفقر في صياغة الجملة الكتابية بشكل صحيح·
منذ أن تحقق فائض جيد للأموال جراء ارتفاع أسعار النفط ولا غير، الدولة طرحت مجموعة من المشاريع الضخمة كي تعود بفوائدها على الشعب الكويتي، وكان من ضمنها مشروع تنمية وإعمار جزيرة بوبيان وكذلك إقامة بعض المصانع وبناء مستشفيات ومراكز صحية جديدة، لا شك أن الشروع بتلك المشاريع الحيوية لها أهميتها الكبرى، بيد أن تنمية وبناء الشباب الكويتي من حيث التعليم المتطور وفقا إلى أحدث ما توصلت إليه المراكز التعليمية في الدول المتقدمة لا يقل أهمية عن كل تلك المشاريع الآنف ذكرها وإن لم يكن أكثر شأنا وحاجة، كلنا أمل ورجاء بأن تكون مسألة التعليم وترقّيه من أولويات السلطة التنفيذية والتشريعية فالشباب عماد الأمة ومستقبلها·
* * *
الإنسان متطرف بطبعه
الروائي يوسف السباعي يقول: "إن الإنسان متطرف بطبعه··· فهو يأكل حتى يموت··· ويشرب حتى يموت··· ويحب حتى يموت··· وأن الاعتدال أصعب ما يواجه الإنسان···" وعليه نحن كأفراد وتيارات سياسية مطالبون بألا نتطرف أو ننجرف في التبجيل للبعض حتى لا ننصدم بواقعهم الحقيقي من حيث أفعالهم وتصريحاتهم الشاذة، وهذا ما حدث بالضبط مع أحد التيارات السياسية والتي لم تتوخ الحيطة والحذر في تعاملها مع بعض الدعاة والساسة··· مثل ذاك (الداعية) الذي امتدح الطاغية المقبور بشكل هيستيري بعد إعدامه شنقا من دون أدنى خجل ووجل وفي صلاة يوم الجمعة!! وأيضا ذاك السياسي المتقلب الذي شارك في مؤتمر طائفي بالخارج حول الأوضاع المزرية في العراق الشقيق وصولا بذاك الكاتب الذي يفتقر (للفهم والهداية) ولا سيما عندما سطر مقاله الأسبوع المعتاد بحجم نصف صفحة بأسلوب جدلي بيزنطي ناسفا التاريخ الدموي للطاغية والذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود ومختصرا مقاله غير الموضوعي فقط على قضية توقيت الإعدام وبعض الممارسات التي رافقت اللحظات الأخيرة يوم القصاص بصدام العفلقي··· على كل نحمد الله على هلاك زعيم المقابر الجماعية وسقوط أقنعة كثيرة تعاطفت معه وتحسرت في الوقت نفسه على دولاراته العفنة!
freedom@taleea.com |