في الأسبوع الماضي نشر في الصحف اليومية موضوعان في غاية الأهمية، الموضوع الأول الذي قرأته في صحيفة الوطن كان يتعلق بمحمية سمو أمير البلاد والمدعوين الذين تلقوا ورقتين تظهران إرشادات الدخول وتؤكدان خطر المساس بالطبيعة أو الإضرار بالكائنات الحية فيها، وأيضا ضرورة تقيد المركبات بالطرق المخصصة لها، إلا أنه من المؤسف حقا أن معظم من تواجد في تلك المنطقة لم يتبع التعليمات المطلوبة منه حسبما جاء بالخبر! السؤال المهم والكبير الذي يطرح نفسه: إذا كان ضيوف محمية صاحب السمو لم يراعوا التعليمات بالحفاظ على طبيعة وجمالية تلك البقعة، والتي هي نتاج عمل مضنٍ ولسنوات، فكيف لنا أن نطالب الآخرين وهم من العامة بأن يلتزموا بالقوانين والنظم في أعمالهم وفي مختلف أرجاء البلد؟! أما الموضوع الآخر الذي لفت انتباهي إليه وأثار حفيظتي حقيقة ما قرأته في جريدة الراي، يقول الخبر إن أحد المواطنين القادمين من نيويورك على متن الخطوط الجوية الكويتية رقم الرحلة 118 قد أصر على التدخين على الرغم من إخبار الركاب ومضيفي الطائرة له بأن التدخين ممنوع وفقا للقوانين· وأضاف مصدر الخبر أن العجيب في الأمر أن المواطن لم يدخن سيجارة يوما·· إلا أنه أصر وبشكل لافت على التدخين·· حيث أفاد بأنه شاهد قائد الطائرة يدخن وهو ليس بأحسن منه، في وقت ينبغي له فيه أن يكون قدوة للآخرين ولم تهدأ ثائرة المواطن إلا بعد أن أغلق قائد الطائرة باب كبينته! انتهاء الخبر·
في الواقع لدي جملة من التساؤلات أود أن أثيرها ولعلي أجد لها آذاناً صاغية ومهتمة فيما يحصل من تطاول على هيبة القانون في البلد، ولا سيما من أولئك الذين ينبغي لهم أن يكونوا قدوة أو أنموذجاً يحتذى به، أول تلك التساؤلات أمانة لا أعلم كيف يحق لقائد الطائرة وباقي المسؤولين في مختلف مناحي الوطن أن يلوموا أو يحاسبوا الناس العاديين في كسرهم للقانون؟ ثانيا: ترى هل البشر مقصرون إذا لم يكترثوا لمطالب هؤلاء المسؤولين ونصائحهم؟ ثالثا: إذا كان طيار تلك الرحلة لا يتحمل أن يفارق معشوقته السيجارة لساعات فما الضامن بألا يقوم بتجاوز أشنع لا سمح الله وبالتالي يعرض حياة المئات من المسافرين للخطر (خصوصا أنه أغلق باب كبينته وأكمل سيجارته كما يبين الخبر!)، رابعا وأخيرا: يبدو أن معظم المسؤولين عندنا على قناعة كبيرة بأن أمورنا على سن ورمح وآخر تمام يا فندم! ولا سيما قائد تلك الرحلة الذي أراد أن ينقل فساد القانون إلى الفضاء بعدما تم احتواؤه على الأرض! (وكأن الكويتية تنقصها مشاكل وفضائح)·
يا سادة يا كرام أقولها وبكل شفافية، إذا ما استمرت الأوضاع عندنا بهذه الكيفية والشكل، أي (كل من إيده إله) علاوة على الاستمراء بانتهاك اللوائح والنظم وبالذات من عليه القوم، فلنتوقع المزيد من الضياع والتردي·· اللهم قد بلغت اللهم فاشهد·
* * *
"إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا"
لا ريب أنه في السنوات الأخيرة قد ازدادت أعداد المنافقين والكذابين، بيد أنه من المؤسف جدا حينما يثق البعض بأحاديث هؤلاء وافتراءاتهم في حق الأحرار الذين دأبوا على لتمسك بالمبدأ والحق سواء لهم أو عليهم، وذلك من خلال مواقفهم وآرائهم الوطنية الرامية لوحدة أبناء الوطن وترابطه، كم نتمنى من كل فرد قبل أن يتخذ قراره تجاه أي إنسان أن يتحقق ويدقق مليا بالمعلومات التي حصل عليها وبالأدلة الدامغة، لأن مسألة الطعن في ذمة وسمعة الآخرين هينة وسهلة في هذه الأيام عند البعض للأسف، يقول الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه: "البعض لا يعجبه الجيد حينما لا يكون في مستواه" أو كما يقول المثل "اللي ما يطول عنقود العنب·· يقول حامض"·
freedom_2002_33@hotmail.com |