بعد مضي أكثر من أسبوع على صرف العلاج لخادمتنا العزيزة من قبل الدكتورة الإنسانة منى العدواني في مستشفى مبارك الكبير نصحتنا الدكتورة بأن نرجع بها للمستشفى في حال عدم زوال الوجع من ساقها، وعليه بتاريخ 2/12/2006 مساء قصدنا المستشفى مرة أخرى بمعية الخادمة، وفي تلك الليلة المشؤومة بعد أن قام دكتور الخفارة بتحويل الخادمة لصالة ملاحظة النساء أمضيت بانتظارها أربع ساعات خارج تلك الصالة واقفا؟! وذلك لعدم وجود كرسي واحد للاستراحة، ناهيك عن ذهابي بنفسي لمختبر الحوادث لجلب العينة الثانية لفحص الدم، وعندما اقتربت الساعة الواحدة فجرا تقريبا زهقت كثيرا، فرحت أبحث عن الدكتور المسؤول لأكلمه، فقالوا لي ربما تجده الآن في صالة ملاحظة الرجال وما إن ولجت الى هناك وإلا بي أصعق من الأعداد المهولة للمرضى!! سواء من الذين يرقدون على الأسرّة أو من الذين ينتظرون على الكراسي المتحركة حتى "تفضى" لهم الأسرّة، من المفارقة أن الدكتور الذي استفسرت منه عن الخادمة قال لي (عاجبك منظر المستشفى ده) فقلت له إن من يأتي الى هنا يخيل إليه كأننا في حالة حرب لا سمح الله أو في إحدى الدول الفقيرة المعدمة، وذلك لعدم توافر الطواقم الطبية والتمريضية الكافية والنقص في الأجهزة والأجنحة التي تستوعب كل أولئك المعلولين·
على كل نعود لموضوع الخادمة المسكينة سألت الدكتور المناوب ماذا عساي أن أفعل الآن ونحن في منتصف الليل؟ فقال اترك رقم هاتفك المحمول لدى ملاحظة النساء وتوكل على الله ونحن بدورنا نتصل عليك لأن الخادمة بحاجة الى مزيد من الفحوصات، وفي اليوم الثاني مساء ذهبت بنفسي للمستشفى لأستشف آخر الأخبار، هناك التقيت بأحد الدكاترة والذي أخبرني بأنهم عملوا سونار للخادمة ولله الحمد لم يجدوا أي مشكلة في الشرايين ولا وجود للجلطة ولكن لزيادة الاطمئنان يفضل أن تبقى الخادمة ليوم آخر يعملوا لها فحص دم يطلق عليه (دي دايمر)، تركت المستشفى الساعة التاسعة مساء وبعدها بساعة وربع تقريبا جاءني اتصال من إحدى الممرضات تطلب مني الحضور للمستشفى لأخذ الخادمة؟! قلت لها قبل ساعة كنت عندكم والدكتور أخبرني بتركها وحذرني بعدم إخراجها إلا إذا كان لدي الاستعداد بتحمل المسؤولية فكيف تقولين انتهى علاجها ويجب إخراجها فورا من المستشفى؟ على كل بالرغم من إلحاحها واتصالها أكثر من مرة فقد اعتذرت لها من المرة الأولى، الطامة الكبرى في صبيحة اليوم الثالث وتحديدا الساعة الثامنة والربع تلقيت اتصالاً على هاتفي الجوال من إحدى الممرضات تطلب مني الحضور للمستشفى لأخذ الخادمة، سألت الممرضة هل انتهى فحص الدي دايمر؟ فقالت: نعم عملوا لها فحوصات للدم؟ وللزيادة في التأكيد قلت لها: يا أختي عملتوا للخادمة فحص دم أخير يطلق عليه دي دايمر؟ فوجدتها تتلعثم في الكلام ثم تقول إذاً سنعمل لها الفحص المطلوب وعند الظهيرة إن شاء الله يمكنك إخراجها، في الواحدة ظهرا ذهبت للمستشفى لإخراج الخادمة كما اتفقنا بيد أنني أتفاجأ كالعادة بأنهم لم ينجزوا الفحص المطلوب لعدم توافره وكان البديل فحص دم يطلق عليه (دوبلكس!!)·
بعد سردي لهذه الحكاية الطويلة وإن كانت تتعلق بخادمتنا إلا أنني أطرحها من زاوية عامة ومن دون أدنى شك بأن الكثير منا قد حصلت معه قصص عديدة لا تخلو من عجائب وغرائب تردي الأوضاع الصحية في البلد، في هذا الصدد جملة من الأسئلة أود أن أطرحها: لماذا لا يتم توفير الأعداد المطلوبة من الأطباء والكوادر الصحية الكفؤة في مستشفياتنا؟ لماذا لا يوجد في بلدنا الحبيب منذ عام 1986 أكثر من 15 مستشفى بالرغم من الوفرة المالية التي نتمتع بها الآن؟ لماذا الاستهتار والاستهانة بأرواح الناس؟ المعضلة الكبرى أن المسؤولين وعلية القوم لديهم العلم بتراجع وتخلف أوضاعنا الطبية إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لديهم، ولا غرابة في ذلك فهم وأبناؤهم بمنأى عن كل ما يحصل!
فشل الإدارة الأمريكية والصهاينة
بعد الفشل الذريع للإدارة الأمريكية وشركائهم الصهاينة في تحقيق أحلامهم الزائفة من خلال إيقاع الهزيمة العسكرية بالمقاومة الشريفة في لبنان الشقيق وكذلك فشلهم الكبير في السيطرة على منابع النفط والخيرات في العراق الشقيق، أضحى هؤلاء منذ فترة ينفثون سمومهم وبزيادة لإذكاء نار الطائفية والمذهبية والعصبيات الإثنية عن طريق عملائهم حتى يصل الأشقاء في لبنان والعراق بل سائر دول الإقليم الى مرحلة من الاقتتال والدمار وإنهاك للقوى من ثم تعاد رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد وفقا لمعاييرهم الخاصة ومصالحهم على غرار اتفاقية سايكس بيكو البائسة في بدايات القرن الماضي، نقول لهم خسئتم والله، فشعوب تلك الأمم والعقلاء والأحرار من ورائهم أكبر من غطرستكم ودسائسكم التعيسة، والدليل الخطاب العروبي والوحدوي لسماحة السيد حسن نصر الله مساء يوم الخميس الفائت وكذلك الكلمات العطرة التي ألقاها في اليوم التالي العلامة الدكتور فتحي يكن الذي أم جمعا كبيرا يتجاوز المليون لمصلين من السنة والشيعة في مشهد يبعث على العزة والشموخ لوحدة المسلمين·
freedom@taleea.com |