عزيزي القارئ: أليس حب الأوطان من الإيمان؟ أليس الذي يضع مصالحه ومصدر رزقه على أكفه من أجل وطنه بشريف وما أكثرهم؟! أليس الذي يجرؤ بالجهر برأيه بكل صراحة وشفافية حيال بعض الأمور المختلة في بلده بحريص وجسور؟ وذلك بالطبع وفقا للمادة الدستورية رقم 36 (حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما)، إنه من السذاجة بمكان حينما نجد بعض ميسوري الحال (والمثقفين) يصيبهم الهلع إزاء من يتطرق إلى ذكر أحد الأسماء السياسية التي كثر من حولها اللغط في الآونة الأخيرة، ترى ماذا ترك هؤلاء لبعض الجهال؟ وهل الذي يخلص في نقده قد ارتكب جرما كبيرا وعلى البعض من الغوغاء أن يحاكموا صاحب ذلك الرأي بأقذع الألفاظ والتهم؟ الأديب الأمريكي ايمرسون يقول: (الإخلاص سبعة أعشار النجاح)، ويقول ايمرسون: (مثقف واحد شجاع يعني أغلبية ضخمة)· العجيب والغريب في الأمر عندما ينصحك البعض بألا تكون ألعوبة وأداة بيد الغير مع العلم أنهم الأدوات الحقيقية بمقبض الآخرين وذلك من أجل حطام الدنيا! الأكثر غرابة حينما يستنكف البعض من حرصك على وحدة الصف لدى ابناء الأسرة الحاكمة! الأنكى من كل ذلك لما تجدهم يقولون: إن هذا الخطب ليس بشأنك؟! لا يا ألمعية ليس لكم الحق أن تفرضوا رأيكم على صاحب القلم في عدم الخوض فيما يشاء، خصوصا إذا كان البعض يرتعد من قول الحق ولا يملك القدرة على الاستفادة من عظمة القلم، يقول نابليون: (أعطني قلما ولا تعطني جيشا)·
حقيقة إن بعض أرباب السحت أصواتهم النشاز لا تقل سوءا عن تلك الصحيفة اليومية الصفراء في اتهامها للقوى الوطنية أو الأقطاب السياسية المشهورة أن لديها مخططات ونوايا انقلابية خطرة! القارئ للتاريخ يكتشف ان كل من اتهم بتلك الادعاءات الباطلة لم يقفوا قيد انملة مع اطراف خارجية او داخلية متخاذلة "بصامة" ضد مصالح وطنهم الغالي وفي أحلك الظروف، لذلك على اولئك المفترين ان يبحثوا عن بضاعة أخرى فاسدة للترويج لها، "فأسطوانتهم" باتت مشروخة وأكل عليها الدهر وشرب في النيل من الأشراف الذين دأبوا على ألا يرتهنوا لتلك الأقاويل الزائفة، إن شاء الله يأتي اليوم الذي تترسخ فيه مسألة الرأي والرأي الآخر ورحابة الصدر لتقبل النقد البناء لأي كان مهما كبر حجمه أو صغر، وهنا أتذكر قصة من التاريخ للمرحوم الدكتور محمد مصدق الذي تآمر الانكليز والأمريكان في عام 1953 للإطاحة به من سدة رئاسته للحكومة الإيرانية، في فترة رئاسة الدكتور وقتذاك كانت الصحف الإيرانية بشكل شبه يومي تنتقده وبشدة، فكان تعليقه لبعض المقربين منه: دعوهم يعبروا عما في خلجاتهم فلولا نقدهم لما ارتقيت وما كنت قد صححت من مساراتي السياسية· تلك الحكاية حصلت في منتصف القرن الماضي، فما بال البعض عندنا لا يستفيدون من تجارب الغير ونحن في القرن الواحد والعشرين؟
* * *
عداد العار
أموال الأمة يتم توزيعها يمينا وشمالا بمناسبة ومن غير مناسبة للأشقاء والأصدقاء، سواء لبناء محطات توليد الطاقة أو لأغراض أخرى، وفي الوقت نفسه بات علينا مقررا أن نشاهد يوميا على شاشة التلفاز عداد ترشيد الطاقة! هل يوجد عار أكثر من ذلك؟
* * *
ديكور استديو الأخبار
لا أعلم من الجهبذ أو الجهابذة الذين أشرفوا على عمل ديكور استديو الأخبار للبرنامج الأول في تلفزيون دولة الكويت؟ حقيقة أين اللمسات الجمالية في ذلك الاستديو؟ الطامة الكبرى ذلك الحاجز الزجاجي المموه الظاهر خلف مذيعي الأخبار، وكأنه الزجاج الذي يوضع عادة لدورات المياه أو للدوش أجلكم الله حتى لايظهر من في خلفه! أرجو من "مسؤولي الدوش" عفوا القائمين على ديكور استديو الأخبار أن يطلعوا قليلا على استوديوهات الأخبار لفضائيات بعض الدول الشقيقة التي يعاني بعضها شحا في الأموال، ولكن الذوق الرفيع تجده ظاهرا للعيان بل لا يقل عن أرقى الاستديوهات العالمية المعروفة·
bushehri_33@hotmail.com |