| بعد أن قرأ أحد الأصدقاء مقالي السابق وتحديدا الفقرة التي ذكرت فيها بأن ازمة الكهرباء مقصودة لم يرق له هذا الرأي، إذ قال: يا أخي ألم تقتنع بكل تلك التقارير والصور التي تثبت أن ثمة عجزا حقيقيا للطاقة الكهربائية عندنا؟ قلت له يا عزيزي إنني في تلك الفقرة ذكرت بأن: "في الفترة الصيفية المدارس معطلة والكثير من الناس خارج البلد بسبب الإجازة"، فمن المنطقي أن ينخفض الاستهلاك ولا داعي لتوجسنا من مواعيد القطع المبرمج التي لا يعلم عنها وزير الكهرباء الحالي على حد قوله! علاوة على ذلك إن معضلة النقص في الطاقة قد مضى عليها سنون فلماذا لم يتم إنشاء محطات جديدة حتى الآن؟ هل هناك نقص في الأموال؟ بالطبع لا، أم هل هو نوع من التقتير للحفاظ على ثروتنا القومية؟ أشك في ذلك، وعليه ما زلت اصر على رأيي بأن العملية متعمدة حتى ننشغل بأمور معيشية ومصيرية متعددة ولا نطالب بأكثر منها·
ولكي أكون أكثر إقناعا للقراء وصديقي، أقول لماذا إلى الآن لدينا هاجس قطع المياه عنا وفي أي فترة مقبلة؟ ولماذا التعليم لم يطور بدلا من التلقين والحفظ؟ جورج برنارد شو ترك مدارس بريطانيا بعد أن تنقل بين ثلاث منها وهو في سن العاشرة لأنه اعتبر المناهج رتيبة ومقيدة وقتذاك! ليت برنارد كان بيننا حتى يرى بأم عينه المناهج البالية التي تدرس لطلابنا وهذا طبقا لرأي أهل الاختصاص والخبرة· أعود لاستكمال باقي التساؤلات التي يهدفون من ورائها تكبيلنا حتى لا نطمح بمزيد من الحقوق، ولا سيما ما يتعلق بالتنمية والحريات والعدالة والمساواة· لماذا منذ عام 1996 لم يتم بناء مستشفى حكوميا جديدا رغم تزايد اعداد السكان؟ ولماذا أضحى المواطن مترددا بالعلاج في مستشفياتنا مفضلا المداواة بالخارج؟ لماذا لا توجد حلول ودراسات تحد من الازدحام المروري الذي نعاني منه وبشكل يومي؟ لماذا لا توجد هيبة للقانون تردع المتجاوزين من ازياد حالات الجرائم والسرقة؟ لماذا باتت الذمم واسعة وأنتشر الفساد بشكل كبير؟ لماذا اغرت الدولة وسخرت الظروف لنجاح مجموعة من النواب المستقلين عفوا المستغلين ومن على شاكلتهم حتى يبقى البعض تحت رحمتهم في تصريف أموره؟ لماذا يحتاج المواطن ان ينتظر ما يقارب 15 سنة حتى يتحقق حلمه بالحصول على البيت الحكومي؟ لماذا يعاني طلابنا بعد التخرج من الجامعة مشكلة عدم حصولهم على الوظيفة وفقا لتخصصاتهم؟ لا شك ان هنالك تساؤلات أخرى ومهمة بيد أني أكتفي بما طرحت لأقول ما يردده البعض في أسباب تردي أوضاعنا: "كيفما تكونوا يولى عليكم" أو اننا لم نستفد ونتعظ من دروس الغزو البعثي لبلدنا الغالي أو لأن الحكومة ليس لديها خطة وبرنامج خشية من محاسبتها على الزلل، مع العلم من يجتهد في العمل أفضل من المتقاعس حتى لو أخطأ· حقيقة لا أختلف كثيرا مع كل تلك الآراء، إلا أنني ألقي باللائمة بالدرجة الأولى على السلطة التنفيذية فهي التي تملك مفاتيح حل معظم أوجاعنا ومآسينا ولا تود إيجاد الحلول لها حتى ننشغل عنها ولا نطمع منها بالمزيد أو لأنها تؤمن بأن ما نحصل عليه حاليا (يخب علينا) للأسف!
* * *
حادثة الدبلوماسي الكويتي
حسنا فعلت الخارجية الكويتية في عدم استدعاء كامل طاقم سفارة دولة الكويت من طهران إثر الحادث المشين الذي تعرض له السيد محمد الزعبي من قبل ثلة من الرعاع، وكذلك حسنا فعلت إيران في سرعة اعتذارها، وبذلك نجح الطرفان بتفويت الفرصة على الأعداء في دق إسفين الفتنة· وبالمناسبة علينا ألا ننجرف الى مخطط الفوضى (الخلاقة) الرامية الى خلق صراع وفتن في منطقتنا العربية والإسلامية، فما يحصل في فلسطين المحتلة ولبنان والعراق وأفغانستان يكفينا ألماً وحسرة·
الملكة إليزابيث والنتن رشدي
في الوقت الذي نبحث فيه عن التهدئة ومد جسور الحوار والتفاهم بين العالميين الإسلامي والمسيحي، للأسف تمنح الملكة إليزابيث الثانية لقب (فارس) للنتن سلمان رشدي الذي انتهك معتقدات أكثر من مليار مسلم·
bushehri_33@hotmail.com |
