رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 ذو القعدة 1425هـ - 15 ديسمبر 2004
العدد 1657

الاهتمام بالديمقراطية!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

أصبح العرب من المهتمين بالديمقراطية والانتخابات بعد أن ظلوا مغيبين عنها لقرون ودهور··· ولا يمضي يوم دون الحديث عن مسألة الانتخابات في العراق وضرورة إجرائها في موعدها في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) 2005 أو تأجيل الموعد الى تاريخ لاحق تكون فيها البلاد أكثر أمنا يمكن كل الأطراف الإثنية والطائفية والحزبية من المشاركة فيها·· كذلك يتصاعد الحديث عن انتخابات الرئاسة في فلسطين المحتلة بعد رحيل ياسر عرفات ومدى أحقية هذا المرشح أو ذاك بالترشيح وتتصاعد الدعوات لمشاركة مختلف الفصائل في هذه الانتخابات في حين تدعو فصائل للمقاطعة إذا لم تجر انتخابات تشريعية وبلدية في الوقت ذاته·· كل هذه الجلبة حول الانتخابات في العراق وفلسطين لم يكن بالإمكان الاهتمام بها أو الحوار حولها قبل سنوات قليلة فماذا حدث للعرب الذين أصبحوا مهتمين بالمشاركة السياسية وتقديم المرشحين والجدل حول البرامج السياسية؟ لا بد أن أمرا قد حدث لكي يحرك المياه الراكدة في الحياة السياسية العربية ويدفع المنزوين في تكايا المجتمعات العربية نحو الاهتمام بالمشاركة، أو على الأقل الإدلاء بدلوهم في هذه القضايا··· وليس هناك من تفسير لهذه الظاهرة المستجدة في الحياة العربية إلا التدخل الدولي، أو الأمريكي تحديدا، وإسقاط نظام صدام حسين في العراق·

وبالرغم من الاعتراضات التي يبديها عرب كثيرون تجاه هذا التدخل الحميد ورفضهم للهيمنة على مقدرات العراق، كما يزعمون، وتقديسهم للسيادة الوطنية وضرورة حمايتها من تسلط الآخرين، حتى لو كان سادة الأنظمة من المستبدين والطغاة والقتلة، فإن هؤلاء أصبحوا أكثر قدرة على التعبير عن وجهات نظرهم وطرحها في العلن دون خوف أو وجل··· ولم يقتصر هؤلاء في طروحاتهم على الكتابة في الصحافة أو الصراخ عبر القنوات الفضائية المتنوعة بل امتد للتعبير من خلال الأعمال الفنية والدرامية في المسلسلات التلفزيونية أو الأفلام السينمائية، وخصوصا مسلسلات رمضان التقليدية··· وإذ كان بعض من هؤلاء قد اعتاد أن يعبر عن ملاحظاته عن الأنظمة الحاكمة أو المجتمعات المعاصرة في العالم العربي من خلال المواربة والاحتماء بالتاريخ العربي القديم أو المعاصر فإنهم أصبحوا هذا العام أكثر تحررا، نسبيا، لبث أشجانهم··· هل يثمن هؤلاء هذا التدخل الحميد ومطالبة الولايات المتحدة ودول الغرب الرئيسية للأنظمة الحاكمة العربية بإنجاز إصلاحات سياسية، تعزز الممارسة الديمقراطية، وأيضا تحقيق إصلاحات اقتصادية تحدث بنية وهياكل الاقتصادات العربية وتزيد من فعاليتها وقدرتها على خلق فرص التوظيف وتمكن من تحسين الفاعلية والإنتاجية؟

وإذا عدنا لمسألة الانتخابات العراقية يستغرب المرء من هذا الاهتمام العربي بمشاركة العراقيين في الانتخابات دون تمييز، وكيف يجب أن تعقد هذه الانتخابات، الآن في ظل الاحتلال أو بعد خروج القوات متعددة الجنسيات·· هذه القضية الأخيرة لم تثر حول انتخابات الرئاسة الفلسطينية، أو غيرها من انتخابات فلسطينية، بالرغم من أن الأراضي الفلسطينية محتلة منذ عام 1967··· وإذا كان العراقيون، أو على الأقل جلهم، متفقين على إجراء تلك الانتخابات التي سينتج عنها مجلس تأسيسي يضع دستورا دائما للبلاد فلماذا يشغل هؤلاء العرب أنفسهم بتلك المسألة؟ أليس من الأجدى أن يطور العراقيون نظامهم بمحض إرادتهم وبمشروعية شعبية واسعة تخضع لرقابة دولية من الأمم المتحدة والدول الرئيسية والمنظمات الدولية المهتمة بنشر الديمقراطية في العالم النامي، أو المتخلف؟ ثم إن هذه الانتخابات سيتمخض عنها حكومة أكثر شرعية تستطيع أن تتعامل مع مختلف فئات المجتمع العراقي دون تحرج، وتتمكن من التعامل مع مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية بفاعلية أفضل وتتمكن من استخدام أدوات الحكم في ظل محاسبة ورقابة من مجلس منتخب على أسس ديمقراطية واضحة·

أما القوى المتناقضة مع الديمقراطية في العراق، داخل العراق أو خارجه، فهي لا تملك طروحات مقنعة بشأن المسار الديمقراطي هناك سواء فيما يتعلق بموعد الانتخابات وتأجيلها أو بمشروعية هذه الانتخابات·

إن من بين هذه القوى، داخل العراق، من شكل حزبا سياسيا أو أصدر صحيفة، يومية أو أسبوعية، بعد أن كان مهمشا في ظل نظام صدام حسين·· هؤلاء، ومن بينهم بعض العناصر القومية القديمة والذين كانوا يصفهم النظام البائد بالمعارضة الوطنية، يسعون للحصول على التمويل، لإسعاف أنشطتهم وصحفهم، من أصحابهم وأصدقائهم في الكويت ودول الخليج في الوقت الذي لا يتأخرون فيه من التهجم على الكويت وعدد من دول الخليج في المناسبات التي توفرها لهم القنوات الفضائية الخليجية والعربية، لو أمعن هؤلاء قليلا من التفكير لوجدوا أنهم في ظل حراب قوات التحالف يستطيعون معارضة خطط واستراتيجيات دول التحالف دون خوف ويمكن لهم التعبير والمشاركة في العملية السياسية الديمقراطية دون إحراج ما داموا يمارسون نشاطهم الإعلامي أو السياسي بأسلوب سلمي دون استخدام سلاح العنف والإرهاب··· هذا التواجد والتدخل الأجنبي هو الذي مكن كل هؤلاء من ممارسة حرية التعبير والصراخ والنقد، مهما اختلفت الطروحات·

tameemi@taleea.com

�����
   

إفساد الدين:
د·أحمد سامي المنيس
نواطير الفساد!!:
سعاد المعجل
الطائفيون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الفساد الإلكتروني:
عبدالحميد علي
تحية إجلال للنواب الأحرار:
محمد بو شهري
اتصالات هادئة في إقليم ساخن:
عبدالخالق ملا جمعة
الاهتمام بالديمقراطية!:
عامر ذياب التميمي
القبول مقدمة مهمة للحوار:
يحيى علامو
من البحرين الى المنفى(1-3):
د. محمد حسين اليوسفي
السلام يساوي الزوال:
عبدالله عيسى الموسوي
لا حول ولا قوة..:
محمد جوهر حيات
التنين الصيني يخيف العالم:
عيد الرشيدي
هل يقلب انخفاض الدولار موازين الاقتصاد العالمي؟؟:
أحمد المهنا
أنا موجود:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية:
رضي السماك