رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 صفر 1425هـ - 7 أبريل 2004
العدد 1622

الثقافة وتحدياتها!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

يواجه المثقفون في البلدان العربية محنة شديدة بفعل القيود المجتمعية ومنظومة القيم الرجعية التي تواجه أعمالهم، وقد تكرست هذه المحنة خلال السنوات الأخيرة نتيجة لازدهار الفكر الأصولي وتعنت أطراف كثيرة بطروحات معادية لأي فكر حر ومستنير ومما زاد الأمر تعقيدا أن هذه الطروحات استظلت بالدين، رغم أن الدين أكثر رحابة من فكر من يستظل به·· وبدت المجتمعات الإسلامية وخصوصا العربية منها، بأنها تخطو بسرعة باتجاه التقهقر الفكري ومعاداة الإبداع والثقافة، ولا شك أن ما يحدث في مصر بين فترة وأخرى من صدور فرمانات من جبهة علماء الأزهر أو رفع دعاوى على المبدعين من قبل محامين قد عزز التوجهات المستبدة في مصر وغيرها من بلدان عربية، خصوصا ونحن نعلم مكانة مصر الثقافية والسياسية في بلدان المنطقة·

ومما يزيد الأمور صعوبة أمام المثقفين والمبدعين أن السلطات الحاكمة في البلدان العربية تتوافق مع الابتزاز السياسي الذي تقدم عليه المنظمات المعادية للحرية والفكر والإبداع، وليس علينا سوى أن ندقق بتصرفات هذه السلطات أمام ذلك الابتزاز وكيف أن الكثير من الأعمال قد أوقفت أو رفض عرضها، مثل الأعمال السينمائية والمسرحية، وأنها صودرت مثل الكتب واللوحات التشكيلية، هذه التصرفات التي لا تتصف بالشجاعة من قبل السلطات الحاكمة دعمت التوجهات الرجعية في بلداننا العربية وعطلت ملكة الفكر والإبداع ودفعت الكثير من أفضل المبدعين من الكتاب والسينمائيين والرسامين للهجرة والإقامة في خارج نطاق البلدان العربية هناك معضلات أخرى تواجه الإبداع والفكر المستنير في البلدان العربية·

وهي معضلات التخلف الاقتصادي والتدهور المعيشي، لا يجد الكثير من أبناء المنطقة أن القراءة أو التمتع بالأعمال الفنية ضرورة حياتية في ظل الصعوبات التي يواجهونها، ولذلك تأتي مسألة الاهتمام بالثقافة، بكل صنوفها، في آخر أولويات غالبية الأفراد في هذه المجتمعات، لقد أدى التدهور السياسي والاقتصادي الى تعطيل منظومة التعليم وتسطيح الاهتمامات، ولذلك فإن القراءة في أدنى مستوياتها، وعندما يبحث المرء في طبيعة القراءة لدى الغالبية في أي مجتمع عربي يجد أنها قاصرة على الصحف والجرائد اليومية، كما أن هذه القراءة أيضاً لا تسبر المقالات والتقارير الجادة، وأيضا يجب الإقرار بأن تطور الخدمات الإعلامية وبروز التلفزيون كأداة تواصل جاذبة أدى الى طغيان المشاهدة على القراءة··· ولا بد من أن السنوات الأخيرة أبرزت قنوات كثيرة تخصصت في الحوارات العقيمة التي كرست أفكارا وقيما معادية للفكر الحر، كما أن هذا التدفق الإعلامي عزز مفاهيم سياسية وثقافية غير موضوعية وغوغائية مما زاد من محنة المثقفين الأحرار، وهنا يجب أن نؤكد على أن الثقافة السياسية القديمة والتي سادت على مدى العقود المنصرمة قد وجدت ملاذا في هذه القنوات وتمكنت من دغدغة المشاعر الاستبدادية في الثقافة العربية·

إن محنة الثقافة تتطلب تعزيزا لصفوف كل من ينشد الحرية الثقافية ويدعم نضالات المساهمين في تحريرها من القيود والاستبداد بكل أنواعه، ولذلك فعندما يقوم عدد من أعضاء مجلس الأمة في الكويت من خلال الأسئلة البرلمانية بالاستفسار بشأن الإبداعات الثقافية المحدودة التي تساهم بها المؤسسات الثقافية في الكويت، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فإن القوى الديمقراطية يجب أن تؤكد على الحكومة أهمية التصدي لمثل هذه الأمور من خلال دعم المثقفين وحقهم في التعبير ما دام ذلك يجري في إطار ثقافي موضوعي، ولا يجب أن تخضع الحكومة للابتزاز السياسي وتساهم في تعطيل الإبداع، والذي هو أصلا محدود وغير فعال، إن التطور الحضاري يعتمد على الحرية الفكرية وقدرة الشعوب على إنجاب المبدعين ورعايتهم·

 

 tameemi@taleea.com  

�����
   

الحوار السياسي الخاطىء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الميدان العصي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المسنون والهدر!!:
المهندس محمد فهد الظفيري
وقفة مع مهرجان أجيال المستقبل:
يحيى الربيعان
تجار الحرب:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الثقافة وتحدياتها!:
عامر ذياب التميمي
الشيخ الشهيد والرئيس المليونير:
المحامي نايف بدر العتيبي
التهرب من الإصلاح:
د. محمد حسين اليوسفي
"المسيحية الصهيونية":
عبدالله عيسى الموسوي
"بـوتات":
محمد حسين بن نخي
الوصول إلى السلطة:
صلاح مضف المضف
تحريك الساكن في أزمة المساكن!:
عبدالخالق ملا جمعة
أضلاع العراق الثلاثة:
سعاد المعجل
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3):
خالد عايد الجنفاوي
الطليعة تنفرد بنشر اللقاء الخاص مع مخرج الفيلم السينمائي العراقي:
"المقابر الجماعية في العراق":
حميد المالكي
مع محمود أمين العالم:
رضي السماك