بطريقة المفاجآت غير المستحبة أعلن أن المجتمع الكويتي يواجه صراعا طائفيا غير مسبوق!
هذا ما أعلنته الحكومة من خلال الصحف ومن خلال استدعاء سمو رئيس الحكومة لبعض الفعاليات السياسية لحوارها حول هذه القضية المستجدة!·
ومن الغريب أنه وفي هذه القضية الطائفية يُستدعى المواطنون على أساس انتماءاتهم الطائفية أيضا!
مرة يستدعى السنة، ومرة أخرى يستدعي الشيعة، ولا أدري من الذي اقترح على الحكومة هذا الأسلوب من التشاور،
ولماذا يُستدعى المواطنون بصفتهم المذهبية للحوار حول قضية طائفية كما يشاع؟! فالحل للقضايا الطائفية لا يتم من خلال استدعاء المواطنين على أساس طائفي لإثارة حوار بين أربعة جدران وفي غرف مغلقة ولا يتسرب من ذلك الحديث إلا النزر اليسير مما يعقد المسألة أكثر ويثير أكثر من علامة استفهام لدى المواطنين وخاصة أننا في مجتمع ديمقراطي ولدينا برلمان يمثل جميع شرائح المجتمع، ولدينا قوانين وصحافة حرة يكتب فيها الجميع، فلماذا لا تطرح هذه القضية "إن كانت صادقة" أمام الجميع لنعرف من الذي يثير الطائفية في المجتمع·
فالناس تشير بأيديها إلى أن المجتمع الكويتي لا توجد فيه مشكلة طائفية بهذا الحجم الذي تطرحه الحكومة، بل إنها مسؤولة عن الكثير من السلبيات التي تسبب هذا النوع من المشاكل فهي لا تلبي حاجات المواطنين الدينية والاجتماعية والإعلامية، وتعتقل البعض بتهمة إثارة الطائفية بينما تغض النظر عن البعض الآخر، وتميز بين المواطنين في الوظائف العامة والحقوق المدنية ثم تقف لتصرخ "إن هناك طائفية، ثم تحاول حلها بعقد لقاءات طائفية!
إذا كانت الحكومة جادة في الإصلاح ومحاربة الفساد ورموزه فعليها أن ترجع إلى محاضرة القطب السياسي والبرلماني المخضرم السابق الدكتور أحمد الخطيب التي ألقاها في افتتاح الموسم الثقافي التاسع والعشرين لرابطة الاجتماعيين، ففيها الحل العملي لكل من يبحث عن الحلول، وعلى من يريد الحل أن يسلك الدرب الصحيح مع الجهات الصواب·· |