رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 صفر 1425هـ - 7 أبريل 2004
العدد 1622

مع محمود أمين العالم
رضي السماك
* ???? ??????

في عام 1998 التقيت في البحرين الصديق المفكر المصري العربي المعروف الأستاذ محمود أمين العالم وكانت لي معه دردشات من الحوار وتبادل الرأي حول جملة من القضايا العربية الراهنة التي ما برحت تؤرق الفكر والعقل السياسي العربي، هذا إلى جانب إجرائي حوارا صحافيا مطولا معه في "أخبار الخليج"، وكان من بين القضايا التي حاورته فيها أزمة العنف والأعمال الإرهابية المتأججة حينذاك في الجزائر حيث ربط الأستاذ العالم تفسير أحد مسبباتها الرئيسية بالبعد الخارجي أي تآمر قوى خارجية على الجزائر على الرغم من أنه - للأمانة - لم يغفل دور العومل والتناقضات الداخلية في انفجار الأزمة·

ولما وجدته في هذه الدردشات - كما في الحوار الصحافي - يميل للتركيز على "نظرية المؤامرة" في تفسير النكبات والكوارث التي مر ويمر بها العرب دون أن يعطي العامل الذاتي حق قدره من التركيز سألته عما إذا يخشى من اتهامه بأنه من أنصار "نظرية المؤامرة" في تفسير الأحداث السياسية والتاريخية من جراء استرساله في التركيز علىها كمحور لتعليل مشكلاتنا الراهنة، وكان أن أجابني بمنتهى الصراحة والوضوح: "إن العسكرية تقوم على التآمر، أما التاريخ فهو مليء بالمؤامرات، الحركة الصهيونية في رأيي قامت ونجحت بالمؤامرة"·· ثم يضيف: "ولا أنكر دور العوامل الداخلية لكن دور القوى الخارجية لا ينبغي إغفاله"·

وبعد مضي ست سنوات على هذا اللقاء التقيته ثانية لدى زيارته الأخيرة للبلاد ووجدته في دردشاتي الجديدة معه كما عهدته في اللقاء الأول وفيا أمينا لقناعاته السياسية والفكرية بالتركيز على البعد التآمري الخارجي على العرب باعتباره محور المعضلات والمصائب الراهنة التي يعاني منها العرب، مع إقراره بإرشادات عابرة لدور العوامل الذاتية، وكانت القضية موضع النقاش في تفسيره لهذه النظرية هي المشروع الأمريكي المعروف بـ "الشرق الأوسط الكبير"، حيث يرفض جملة وتفيصلا أي تعاط مع هذا المشروع أو الانخداع به باعتباره مؤامرة للهيمنة الأمريكية على المنطقة ينبغي التصدي له شعوبا وحكومات بكل قوة، وكان أن أومأ في محاضرة له بضلوع المخابرات المركزية في أحداث سبتمبر دون أن يشير إليها بالاسم!

مهما يكن فإن صفوة القول التي وددت أن أصل إليها في تفسير تمسك أستاذنا المفكر محمود أمين العالم بتلابيب هذه النظرية في حوراته وأحاديثه بأنه ينتمي إلى جيل من الرواد المفكرين والمثقفين العرب الكبار الذين وعوا وترعرعوا وفتحوا عيونهم السياسية منذ نعومة أظفارهم على مرحلة تاريخية من الغليان والمخاض السياسي حيث كانت المنطقة العربية كلها واقعة تحت نير الاستعمار الأجنبي من المحيط إلى الخليج، وهم - أي جيل المفكرين العرب الأوائل - عاصروا تلك اللحظات التاريخية المضيئة الحاسمة من انعتاق الشعوب العربية من هذا الاستعمار الطويل، كما عاصروا وشهدوا في شبابهم تجارب المشاريع الوطنية والقومية في بناء الدولة المستقلة والحلم العربي في الوحدة وأعطوا عصارات أذهانهم وفكرهم في صياغة الدفاع السياسية عن هذه الخيارات وتطويرها، كما تصدوا فكريا وسياسيا وثقافيا للمؤامرات الغربية الاستعمارية الحقيقية لوأد هذه المشاريع وعاشوا وشهدوا بألم بالغ انحسارها والردة عنها، وهي العزيزة على قلوبهم، هذا بالرغم من أن العوامل الذاتية هي في قلب سقوط هذه المشاريع الوطنية الموؤودة·

وفي اعتقادي أنه إذا ما تأملنا كل هذه الظروف التاريخية والسياسية التي عاشها محمود العالم فإنها تفسر لنا جانبا نفسيا من تمسك أبناء هذا الجيل من الرعيل الأول المعاصر من مفكرينا العرب بنظرية المؤامرة، وهم بذلك معذورون ومحقون في وفائهم المفرط لهذه النظرية·· فكل جيل من المثقفين والمفكرين هو ابن نجيب للبيئة الاجتماعية والثقافية والدينية والتاريخية التي عاشها، فلا ينبغي أن نبخس عطاءاتهم الفكرية والسياسية المهمة في المرحلة التي عاشوها وخاصة أنهم كانوا ليسوا شهودا على أحداثها فحسب بل مؤثرين فيها·

على أن هذه العطاءات التي أثروا بها الفكر العربي المعاصر تبقى مهمة ومفيدة كمرتكز للتحديث يبنى عليه لتأصيل وفهم مشكلاتنا المعاصرة الراهنة المعقدة من جميع جوانبها ورسم سبل خروجنا منها، مثلما هي مهمة ومفيدة لفهم قضايا الأمس من تاريخنا المعاصر في سيرورته الواحدة·

وهذا الجيل أيضا من المفكرين يكتنز خبرات من التجارب والرؤى الواقعية في التعاطي مع إشكاليات القضايا السياسية والاجتماعية المرتبطة بالتحديث التي ينبغي الاستفادة منها، كما هي خبرة محمود العالم في موقفه ونظرته إلى الدين والتي نأمل أن نتناولها مستقبلا·

 

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

الحوار السياسي الخاطىء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الميدان العصي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المسنون والهدر!!:
المهندس محمد فهد الظفيري
وقفة مع مهرجان أجيال المستقبل:
يحيى الربيعان
تجار الحرب:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الثقافة وتحدياتها!:
عامر ذياب التميمي
الشيخ الشهيد والرئيس المليونير:
المحامي نايف بدر العتيبي
التهرب من الإصلاح:
د. محمد حسين اليوسفي
"المسيحية الصهيونية":
عبدالله عيسى الموسوي
"بـوتات":
محمد حسين بن نخي
الوصول إلى السلطة:
صلاح مضف المضف
تحريك الساكن في أزمة المساكن!:
عبدالخالق ملا جمعة
أضلاع العراق الثلاثة:
سعاد المعجل
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3):
خالد عايد الجنفاوي
الطليعة تنفرد بنشر اللقاء الخاص مع مخرج الفيلم السينمائي العراقي:
"المقابر الجماعية في العراق":
حميد المالكي
مع محمود أمين العالم:
رضي السماك