رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 شوال 1425هـ - 24 نوفمبر 2004
العدد 1654

بلا حــــدود
الأمن القومي.. والأمن الحزبي!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

شهد الأسبوع الماضي تفجرا خطيرا في الأحداث الإقليمية منها والدولية·· جندت لها وسائل الإعلام محللين ونقادا وضعوا تصوراتهم تجاه تلك الأحداث، لكن ذلك وبكل أسف لم يجد له أدنى صدى في الأوساط السياسية في الكويت، خصوصا على مستوى (رجالات) مجلس الأمة المحترمين!!

خلال أسبوع واحد·· تم اقتحام مدينة الفلوجة·· معقل الفوضى والعنف في العراق، وملاذ "أبو موسى الزرقاوي" و(رجالاته)، وأيضا غاب أبرز الزعامات الفلسطينية وأعتقها، مخلفا فراغا أدخل القضية الفلسطينية في منعطف خطير لا يعلم أحد بعد مداه أو أبعاده، كذلك شكلت استقالة وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" تحولا في وجهة السياسة الأمريكية، بعد أن ترجل "باول" الحمامة الوديعة في معسكر الصقور الأمريكي، مفسحا المجال "لكونداليزا رايس" مع ما يعرف عنها من تطرف وعنصرية، ستنعكس حتما على السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وسط مثل هذه الأحداث المثيرة والحساسة، ينشغل (رجالات) مجلس الأمة "براغب علامة" و"أليسا"·

تصدرت هذه الأحداث مانشتات الصحف في أول صدور لها بعد إجازة العيد، والى جانبها (تفاعل) بعض أعضاء مجلس الأمة المحترمين مع سخونة تلك الأحداث، وبينما أبرزت الصحف في عناوينها الأحداث الساخنة في المنطقة مثل: "الدبابات الأمريكية تقتحم المعقل الأخير لتمرد الفلوجة·· والجثث المتعفنة تكشف صورة قاتمة لحكم المجاهدين" وأيضا "باول يخلي مكانه للصقور" و"ضبط منشورات في الكويت تدعو الى الجهاد في العراق" و"أشرطة الزرقاوي على سيارات مصلين بالرقة" و"مدينة المساجد·· مخزن أسلحة وأنفاق للمتمردين" وغير ذلك من عناوين ساخنة وخطيرة، يأتي (تفاعل) أعضاء مجلس الأمة ساذجا وضحلا وبعيدا كل البعد عن خطورة حركة الأحداث في المنطقة الملاصقة لحدودنا، بل ولا يتعدى هذا (التفاعل) غضب الأعضاء المحترمين من حفلات الفنادق، وتبعات "تقرير عرفات" الذي بثه التلفزيون، إن العمل السياسي، مسؤولية قبل أي شيء وأولى سمات النضج السياسي تكون في تحديد الأولويات، والتحرك وفقا لأهميتها، ولا أتصور بأن هؤلاء الأعضاء المحترمين يجهلون أن حفلة راغب علامة ليست أهم من تبعات اقتحام الفلوجة، أو أن غناء "أليسا" ليس أجدر بالنقاش والتصريح من تداعيات غياب الرئيس الفلسطيني التي تعني الكويت بالدرجة الأولى، على اعتبار أن خلاف الكويت كان مع شخص "أبو عمار" وليس مع القضية الفلسطينية·

من الواضح أن هنالك غيابا واضحا لأدنى درجات الشعور بالمسؤولية لدى أغلب أعضاء مجلس الأمة، فالتصريحات التي أعقبت غياب "ياسر عرفات" لا يمكن أن يصدرها شخص مسؤول وفي دائرة الضوء، بل ولم يصدر حتى من ألد أعداء ياسر عرفات، وشتان بين التصريحات المسؤولة للإدارة السياسية في إسرائيل على غياب "عرفات" وبين الانفعالات اللامسؤولة التي أصدرها بعض أعضاء مجلس الأمة تجاه الحدث نفسه، ولا عجب إذا ما جاء تفاعل بعضهم تجاه معركة الفلوجة ممزوجا بتصورات وأهداف شخصية وحزبية بحتة، وكما صرح أحد أعضاء مجلس الأمة منتقدا اجتياح القوات الأمريكية لمدينة الفلوجة العراقية دون أن يبرر نقده، أو حتى مسؤوليته تجاه الخلط بين الأمن القومي للكويت كدولة وشعب، وبين أمنه وأمن حزبه السياسي·

إن ما يدعو للأسف حقا، أن يأتي مجلس الأمة - الذي يفترض أن يكون ممثلا للشعب - على هذه الدرجة من الضعف والجهل بأولويات الأمن القومي الكويتي، وفي مرحلة نحن في أشد الحاجة الى تعزيز كل ما من شأنه ترسيخ مقومات أمننا القومي، في مرحلة حرجة تحاصرنا فيها الحروب، وتعصف بنا أدوات الإرهاب، ويختلط فيها المهزومون بالمنتصرين، وتحجب فيها الحقائق·

أعضاء مجلس الأمة هم ممثلو الشعب، وتصريحاتهم أو تفاعلاتهم تجاه القضايا الراهنة ستخرج باسم الشعب الكويتي، وهو وحده الذي سيتلقى تبعات كل التصريحات اللامسؤولة التي يصدرها بعض الأعضاء المحترمين، الشعب الكويتي في انتظار أن يرقى أعضاء المجلس بأدائهم ومسؤولياتهم لتتلاءم وجسامة الأحداث الدائرة من حولهم، وأن يكون هدفهم أمن وطنهم القومي أولا وأخيرا، وقبل أي أمن آخر، حتى لو كان يصب في دائرة الأمن الحزبي الممتد الى خارج حدود الوطن·

suad.m@taleea.com

�����
   

قافلة الفساد مستمرة (وحرقٍ حرقْنه!!):
محمد بو شهري
هزائم الصحوة الإسلامية:
د·أحمد سامي المنيس
الأمن القومي.. والأمن الحزبي!!:
سعاد المعجل
حوار حول الإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
حقوق المرأة بين الرغبة والتأزيم:
جابر العلاطي
تنامي قوى اليمين في إيران:
موسى داؤود
كابوسان أحلاهما مرّ:
يحيى علامو
محاولة للفهم:
مسعود راشد العميري
إلى كل عربي غيور!!:
عبدالله عيسى الموسوي
من سيملأ الفراغ؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي
اسمعوني...:
محمد جوهر حيات
الإصلاح الاقتصادي والفساد:
عبدالحميد علي
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!:
رضي السماك