نشرت الصحف مؤخرا خبرين غاية في التناقض، بحيث يصاب كل عربي غيور على أمته ومقدساتها بالانتكاسة والصدمة واليأس حيالها·
ففي الخبر الأول، أقدمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، على اعتقال عجوز طاعن في السن وأبنائه السبعة، في خطوة تهدف إلى الضغط على الأسرة لتسليم نجلها وهو من نشطاء حركة فتح بينما أفراد الأسرة لا يعرفون عن مكان تواجده شيئا·
وفي تفاصيل الخبر، فإن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المنزل وعاثت فيه خرابا واحتجزت قاطنيه في العراء بما في ذلك النساء والأطفال·
ولايزال الشيخ العجوز وأبناؤه في سجون الاحتلال حتى كتابة هذه الأسطر، ومنا إلى دعاة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لاتخاذ موقف حيال هذا الإرهاب·
وفي الخبر الثاني، نشرت الصحف أنباء قيام مصر بالتوقيع على اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة "الكوبز" مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحددت الاتفاقية 6 مناطق صناعية مهمة في مصر لإقامة المشروعات المشتركة عليها·
إلى هنا، والموضوع لاغبار عليه، ولكن عند الاطلاع على تفاصيله نجد أن الكيان الصهيوني طرف أساسي في هذه الاتفاقية التي تشترط مشاركتها بنسبة مكون من الإنتاج لا تقل عن %17 في مقابل السماح بدخول إنتاج هذه المصانع إلى الأسواق الأمريكية من دون نسبة جمارك ومن دون تحديد كمية بعينها·
وهذا الأمر، يعني أن هناك تعاونا اقتصاديا سينشأ بين رجال الأعمال في مصر و"إسرائىل" وهو ما يقود لتحقيق مساعي الإرهابي "شيمون بيريز" لتحقيق مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي تقوده إسرائىل اقتصاديا وسياسيا وأمنيا والذي طرحه في منتصف التسعينات·
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العرب نحو مصر الكنانة لقيادة موقف عربي حازم وواضح حيال الممارسات الإرهابية الصهيونية والدعم اللامحدود من الإدارة الأمريكية·
إننا نعيش زمن التراجع العربي والهرولة نحو إغلاق ملف فلسطين بأي شكل من الأشكال حتى لو كان على حساب التنازل عن المقدسات الإسلامية والحقوق التي ضمنتها القوانين والقرارات الدولية·
abdullah.m@taleea.com
|