انتهت الانتخابات الديمقراطية الأمريكية بفوز الرئيس بوش بولاية ثانية بعد رفعه لشعار "الحرب على الإرهاب" كعنوان رئيسي لحملته الانتخابية الرئاسية وهذه دلالة واضحة على التغيير الجوهري الذي طرأ على الولايات المتحدة "والعالم" بعد أحداث 11/9/2001، المواطن الأمريكي العادي شعر بجرح مادي ومعنوي كبير بعد أحداث سبتمبر 2001 فهو لم يشهد مثل هذه الهجمات المدمرة على أرضه وفي عقر داره منذ الحرب العالمية الثانية "حادثة بيرل هاربر الشهيرة" هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهو لا يريد أن يفهم أن سياسة بلاده الخارجية لعبت دورا مساعدا في إشعال روح الكراهية والحقد التي أدت إلى ما أدت إليه من أحداث مؤسفة، السياسة الخارجية الأمريكية وطريقة تعاملها مع القضايا الإقليمية الشرق أوسطية، بالإضافة إلى دعمها التاريخي لأنظمة غير ديمقراطية في المنطقة، أفرزت حالة من الغضب والكراهية "في المنطقة" ضد الحكومات الأمريكية وليس بالضرورة ضد الأمريكان كشعب إلا أن الحقيقة تبقى أن الحكومة تمثل الشعب في الديمقراطيات العريقة·
المواطن العربي والمسلم العادي شعر هو الآخر بجرح مادي ومعنوي كبير بعد الأحداث المذكورة ولم يفهم: لماذا يستهدف هو بالذات لحالات التمييز والعنصرية والكراهية؟ وهو الإنسان الداعي للسلام والمحب للخير والمعجب بأمريكا بالذات لما تمثله من حضارة وديمقراطية ومنارة للعلم والمعرفة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فهو لايريد أن يفهم أن من قام بالهجمات الإرهابية "من أبناء جلدته" هم بالنهاية نتائج الحالة المأساوية التي تعيشها المجتمعات العربية والمسلمة في ظل أنظمة ديكتاتورية مستبدة غير حضارية·
اعتداءات 11/9/2001 قام بها مواطنون عرب ومسلمون لم يستطيعوا إصلاح الأوضاع الداخلية في بلدانهم ولم يستطيعوا "الجهاد" في فلسطين "لأسباب داخلية وخارجية معروفة" واستدرجوا للذهاب إلى أفغانستان والشيشان و··لصرفهم عن مطالبهم الحقيقية فضلوا "وأضلوا" الطريق!!
المواطن الأمريكي العادي مطالب بمحاولة معرفة الأسباب الحقيقية وراء أحداث 11/9 حتى وإن كانت غير مبررة وغير منطقية بنظره وبحسب ثقافته، فلكل فعل رد فعل والأحداث لا تقع بدون أسباب·
المواطن العربي والمسلم العادي مطالب هو الآخر بعمل الشيء نفسه والكف عن لغة الردح والعويل، ومحاسبة نفسه قبل محاسبة الآخرين، فكما تكونوا يولى عليكم· الاثنان مطالبان بتبني لغة الحوار·· حوار الحضارات بدل صراع الحضارات·
|