بحت الأصوات وتكاد تجف الأقلام التي تطالب بالإصلاح، ولكن لا حياة لمن تنادي·· مقال وراء مقال، كاتب تلو الكاتب يسطرون أسطرهم الصريحة والجريئة، والتي تنشد وتستميت من أجل الإصلاح والتغيير مع ذلك (عمك امطنش) يبدو أن الجماعة مفهومهم هو، اتركوهم يقولون ما يشاؤون ويحترقون، بالمقابل نحن سائرون بالحصاد المشبوه، (الكعكة كعكتنا) والقوانين التي تخدم مصالحنا نشرعها بأسلوبنا الخاص ونفرضها أو نكسرها متى ما شئنا!! لا يختلف اثنان أن قوى الفساد فعلا منتشرة ومتفشية في معظم أنحاء البلد، من الأعلى الى الأسفل، والأسفل هنا ومن هم على شاكلته (قصة بائع البطيخ المسنود!) والذي أشار له الكاتب أحمد الصراف في مقاله بتاريخ 13/11/2004، للأمانة بديهي أن تكون التجاوزات كبيرة عندنا، ولاسيما في ظل حكومة تعتريها الفوضى والمحسوبية وتفتقر للقرارات الصارمة، ومجلس أمة يتكون من نواب مزايدين باسم الدين وكذلك بعض مدعي الاستقلالية وعلى "الطل" ومن راش ومرتش وأخيرا القلة من النواب الجيدين الذين ليس لهم ذلك التأثير الكبير بسبب قلة عددهم·
في واقع الأمر، إن الفساد قد استشرى كالسرطان في جسد وطننا المنهوب والمنكوب، ومدى جدوى دواء العطار أو مبضع الجراح لا ينفع، وبالرغم من كل ذلك، إننا لا نقنط ولا نيأس من مكافحة مرض الفساد بشتى الوسائل المباحة والمتاحة·
سؤال محوري ومهم: أين دور المجتمع فيما يحصل من خلل؟ وكذلك أين الدور المأمول لمؤسسات المجتمع المدني، كجمعيات النفع العام والنقابات في التصدي لظاهرة الفساد المتزايدة؟ إن التصدي لظاهرة الفساد والإيمان بضرورة الإصلاح الجذري لا تتم بأيدي فئة قليلة، فيجب أن يتكاتف الجميع وبتفان وعدم الخوف، وهنا أركز على عدم الخوف والجزع، فالكل مسؤول ببذل الجهد والإدلاء بدلوه في هذا الشأن، وإن ادعاء البعض أن تلك الأمور لا تهمنا ولا تعنينا تعتبر محض أنانية منهم، فهذا الوطن وطن الجميع والكل مسؤول بالذود والدفاع عن خيراته وثرواته، ولا شك أن الإصلاح وتحقيق التنمية الحقيقية والاستمرار بها وجني ثمارها، تعتبر مخزونا للأجيال المقبلة والتي تعتمد على رؤيتنا الثاقبة للأمور، إننا حقا أصبحنا اليوم بأمس الحاجة الى الإصلاح والتقيد بالقوانين وتفعيلها حتى تسود وتنتشر العدالة بين الجميع، وإن المكاسب الآنية لا تغني عن ضرورة السير في طريق التقدم وتحقيق الديمقراطية الحقيقية التي سبقتنا بها دول العالم المتقدم· فنحن متعطشون أكثر من أي وقت مضى لإنجاز الخطوات الفعلية نحو الإصلاح والازدهار الذي نطمح إليه معظمنا، ولزاما علينا أن نسعى في ذلك وألا نألو جهدا من أجل التطوير الفعلي وتحقيق الإصلاح المنشود·
المتشددون في إيران:
معظم مدعي المحافظة في إيران، أفكارهم ورؤاهم تتواءم مع نظام طالبان المقبور، من حيث التشدد وإلغاء الآخر، ومهما بدلوا جلودهم وتلونوا، فهم لا يقلون خطرا عنهم، لذا في ظل التحولات والتطورات الدولية والإقليمية السريعة، علينا أن نعرف أين مصلحتنا ومع من؟ بعيدا عن المزايدين وأرباب المصالح الضيقة أفرادا وجماعات·
freedom@taleea.com |