ومما أدى أيضاً إلى تقديم الكثير من رسالات الماجستير والدكتوراه التي تناولت فكر السيد بالتعليل والمناقشة· إن الفرق الذي أحدثه السيد فضل الله باختراقه العالم الغربي، يتمثل في تقديمه فكراً شمولياً عالمياً، أخذ يغطي الفراغ والخواء الأيديولوجي المبادئي، الذي أصبح يعيش فيه الشباب العربي بعد سقوط الماركسية اللينينية، كفكر مناهض ومقاوم للإمبريالية الرأسمالية·

لذلك أصبحنا نرى الآن في الغرب الرأسمالي بدايات بؤر شعبية تتمسك بالمسيحية كدين للعبادة، وبالإسلام كنظرية حركية ضد الإمبريالية، وكفكر اجتماعي واقتصادي يعالج ما في الرأسمالية من عيوب ومثالب ويعطي الحلول لمشاكل التمايز الطبقي بين  الناس، فالإسلام والمسيحية في هذه البؤر الشعبية يمشيان جنباً إلى جنب، من دون إلغاء أحدهما للآخر· ونحن في هذا المقام نطرح سؤالاً مهماً، وهو: إذا كان الفكر الماركسي المنهار استطاع إرباك وخلخلة أوصال مؤتمر الـ G8 من جنوة في إيطاليا، إذا كانت أيديولوجية منهارة كالماركسية قد نجحت في أن تستقطب كل هذا الحشد البشري في جنوة، فماذا يستطيع ويقدر أن يفعله فكر كالإسلام الحركي في الواقع الغربي من إرباك وخلخلة؟ هذا الإسلام الحركي الذي دعا إليه الكثيرون، وليس السيد فضل الله وحده فابتداء بالسيد جمال الدين الأفغاني، مروراً بالشهيد الدكتور علي شريعتي، وانتهاء بالسيد محمد حسين فضل الله·

فمن السيد جمال إلى السيد فضل الله، جرى في واقعنا الشرقي الكثير من الأمور والمتغيرات ولكن الكرة الآن في ملعب الغرب وشبابه الثوري· ماذا سيحدث؟ وماذا سيجري؟

تلك الأسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة بالتأكيد، تلك الإجابة التي حتماً ستغيرخريطة هذا العالم، وطبيعة العلاقات فيه·

 email:adel-reda@mail.com.kw