رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 2 - 8 رمضان 1422هـ الموافق 17 - 23 نوفمبر 2001
العدد 1503

بلا حــــدود
الجينات السلفية
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

نتمنى لو أن الندوة التي نظمها النادي السياسي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (فرع الجامعة) بعنوان “حقيقة العقوبات الشرعية” تتكرر وتستمر!! لا بسبب ما جاء فيها من جديد أو تطوير في (نظرية) تطبيق العقوبات الشرعية، وإنما بسبب حاجة المجتمع اليوم للتعرف عن قرب على هوية ومزاج هؤلاء المطالبين بالعقوبات الشرعية!! فالندوة بما جاء فيها لا يمكن وصفها إلا بأنها كانت حلبة وساحة مثالية لتفريغ شحنات غضب واستياء وضجر لما آل إليه وضع الإسلام كدين وكعقيدة في زمننا الحاضر!! فالحماس الذي اشتعل في أرجاء الطلبة السلفيين في الندوة حين خاطبهم الكاتب “أحمد الديين” متسائلا عما إذا كانوا يريدون دولة قومية دينية طالبانية على أنقاض النظام الديمقراطي والحياة المدنية!! هذا الحماس الجاهل الذي أعلنه الطلبة برغبتهم في إقامة دولة كطالبان يدل ليس على جهل هؤلاء الطلبة بالدين الإسلامي كدين طليعي يؤمن بالعلم والعمل معا، وإنما كذلك يدل على حاجة الساحة الشبابية لبرامج توعية حول دور الإسلام في بناء مجتمعات ثقافية وعلمية ومتعلمة قادت البشرية مئات من الأعوام!!

هؤلاء الشباب كما غيرهم بحاجة إلى من يعيد تصوير وبناء الإسلام في أذهانهم كما جاء به رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس كما ينادي به “بن لادن” أو الملا “محمد عمر”·

خصوصاً وأنهم - أي الشباب - مقبلون على مستجدات علمية واجتماعية وثقافية تتطلب منهم وعيا وجهدا لمطابقتها مع الإسلام، هذا الدين الديناميكي والمتحول الصالح لكل زمان ومكان وليس لزمن “بن لادن” أو غيره فقط!! فالعالم من حولنا يقفز ونحن نحبو، هو يتطور ويتحول ونحن قابعون في جحورنا ننتظر فتوى “بن لادن” من داخل كهفه البدائي ليفتي بجواز هذا وحرمة ذاك·

في الصيف الماضي دشن العالم مرحلة جديدة من خلال إعلان الرئيس الأمريكي “بوش” التاريخي بالسماح بتمويل أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية!! وهي خلايا بدائية تتمكن من النمو وتتغير لتكون أنسجة جديدة· وتعتبر البويضة المخصبة من الخلايا الجذعية الأكثر بدائية والأكثر قدرة· إذ إن لديها القدرة على تكوين أي نوع من الأنسجة داخل الجسم وكل جزء، الأنف أو أصابع القدم أو الأسنان أو الجلد يتكون من خلية واحدة، لكن الخلايا الجذعية توجد بأنواع متعددة، تعتمد بدورها على ما يسمى بالعمر الجيني للجسم، فهناك الخلايا الجذعية التي تولد بقدرة لصنع أي شيء، ثم هناك الخلايا الجذعية التي تستطيع صنع أكثر أنواع الأنسجة، ثم هناك الخلايا الجذعية البالغة التي تتكاثر لتصنع نسيجا خاصا للجسم مثل الكبد أو نخاع العظم أو الجلد·· الخ·· وهكذا ومع كل خطوة نحو البلوغ، فإن النجاحات التي تحققها الخلايا الجذعية تكون أضيق· أي أنها تقود إلى التخصص· ففي مرحلة البلوغ لا تولّد خلايا الكبد إلا خلايا كبد أخرى، وخلايا الجلد تولد خلايا جلد أخرى· ومع ذلك فإن دلائل الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه يمكن التلاعب بالخلايا البالغة لإرجاعها إلى الوراء وتمكينها من إنتاج مختلف الأنسجة، مثل تحويل خلايا عظيمة لإنتاج أنسجة العضلات مثلا!!

مصدر الجدل كان أن البعض يرى في هذا الميدان ارتباطا مع الإجهاض· ذلك أن الأجنة - والتي هي أول وأفضل مصدر للخلايا الجذعية - يعتبرها البعض بشرا لها الحق في الحياة!! لكن الغرب استطاع أن يحسم ذلك الجدل من خلال ترجيح كفة الفائدة· فالعلماء يرون أن الأجنة الفائضة والمتوافرة داخل ثلاجات عيادات الإخصاب ترمى في النهاية في سلة المهملات لذا فإن الأجدى هنا استعمالها لخدمة البشرية فها هم باحثو الدماغ البشري يريدون “إنضاج” الخلايا الجذعية كي تتحول إلى خلايا عصبية جديدة تحل محل الخلايا الميتة لدى المصابين بمرضي الزهايمر، والباركنسون وأمراض أخرى!! وأطباء القلب يسعون لاستبدال أنسجة عضلة القلب المتضررة بخلايا تولدها الخلايا الجذعية!! بل لقد نجح أحد الباحثين في معاهد الصحة القومية الأمريكية في التلاعب بالخلايا الجذعية الجنينية وحولها إلى خلايا منوعة منها خلايا عصبية وخلايا بنكرياسية تفرز الأنسولين، وخلايا للكبد وللعضلات!! التفاصيل كثيرة ومتشعبة وعلى الراغبين بمعرفة المزيد في هذه الثورة البشرية الجديدة الاستعانة بمواقع كثيرة على شبكة الإنترنت تـحــــــت عناويــــــــن مختلـفـــــة مثـــــــل الــ Genome والــ Genetic engineering وغيرها·

لقد استقبل العالم بأكمله في أغسطس الماضي إعلان تمويل أبحاث الخلايا الجذعية بفرح ودهشة لما آل إليه علم وعلماء العصر الحديث!! هذا العالم هو الذي سيجابهه شباب السلف وأمين عام الحركة السلفية العلمية الذي حض هؤلاء الشباب على نبذ القوانين الوضعية المعمول بها حاليا لأنها “إرث استعماري فرض علينا أيام الضعف والاستعمار وعلينا إزالته”!! دون أن يعرض البدائل!! أما إذا كان يعلن ضمنا أن بدائل هذا (الإرث الاستعماري) هي مغارات طالبان، وجهلهم وتخلفهم، فإننا هنا نعلن وباسم شبابنا المستضعفين والمغرر بهم، أن بدائل الأمين السلفي مرفوضة، لأنها أولا لا تحاكي الواقع، ولأنها ثانيا تناقض روح الإسلام الذي يحوي حكما وتشريعات قابلة للتلاؤم مع أي تطور معرفي أو اقتصادي أو اجتماعي تفرضه المرحلة التاريخية!!

�����
   

مناقشات المجلس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
في فكر الغلو:
د.مصطفى عباس معرفي
المتغير في الثقافة العربية والغربية:
يحيى الربيعان
الخروقات الشرعية:
كامل عبدالحميد الفرس
العرب بين التطرف والعولمة!:
عامر ذياب التميمي
الجينات السلفية:
سعاد المعجل
المتعصبون والكويت 1 – 2:
د. محمد حسين اليوسفي
علاقة غريبة تدفع بوطن وشعبه إلى الهاوية:
مطر سعيد المطر
مبارك الدويلة والحسينيات:
عبدالهادي الصالح
شرار ولعبة الأسعار:
عمر اليوسف
من السيد إلى السيد:
عادل رضـا
القرار الغائب:
المهندس محمد فهد الظفيري
دعوة للاختلاف:
بدر العليم