رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 2 - 8 رمضان 1422هـ الموافق 17 - 23 نوفمبر 2001
العدد 1503

���� �������
تعتقد الحكومة بأنه أفضل وسيلة للضغط على أعضاء المجلس هو اللعب بورقة الشعب ويعتقد معظم أعضاء المجلس أن أفضل طريقة للهجوم على الحكومة هي استخدام المناورات الشعبية ولهذا كان لزاما على الشعب أن يكون المفعول به لكل من الفاعلين الحكومة والمجلس فهو أجمل دمية بيد النواب وأقدم دمية بيد الحكومة!!
يؤسفنا أن يضع النائب الإسلامي مبارك الدولية الحسينيات في مصاف معابد السيخ في معرض انتقاده للحكومة لسماحها لهذه المؤسسات بينما تتجه إلى إغلاق أكشاك العمل الخيري - على حد تعبيره المنشور في الصحف اليومية 5 و6 نوفمبر 2001 - برغم أن مصطلح الحسينيات في أصله ينسب للإمام الحسين عليه السلام سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة باتفاق المسلمين· فهل من اللائق ومن الاحترام لقدسية النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الميامين “عليهم السلام” أن يوضعوا في مصاف المعابد الوثنية حيث عبّاد البقر! ألا يعتبر ذلك من المساس بقدسية المسلمين الذي يعاقب عليه القانون·
إن السيد محمد حسين فضل الله من الشخصيات المهمة والحيوية في عالمنا الإسلامي، لما يمثله من امتداد عالمي، هذا الامتداد الذي حدث جاء كنتيجة طبيعية لأممية وعالمية الطرح الفكري الذي يقدمه إلى العالم من خلال أحاديثه وخطبه وإصدارات كتبه التي وصلت إلى أكثر من سبعين كتاباً
سقوط طالبان قد يمثل بداية النهاية للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب في تلك المنطقة، لكنه دون ريب لا يشكل المسمار الأخير في نعش الإرهاب ولن يمثل انحسارا جذريا في فكر التعصب والغلو الديني في العالم، فالطريق ما زالت طويلة والدمار الذي أصاب الأمة من جراء انتشار هذا الفكر مهول·
آفاق ورؤيـــة
بعد ثلاث جلسات من النقاش المستفيض انتهى المجلس من مناقشة الرد على الخطاب الأميري والذي عبر من خلاله كل الأعضاء عن أهم القضايا التي تناولها الخطاب· وقد تم تناول موضوع ترتيب بيت الحكم للمرة الأولى بأسلوب صريح وواضح، وحاول الأعضاء حث الأسرة الحاكمة لحسم أمرها في قضية تمس الوطن بشكل عام·
واجهت الكويت تحدياً ضخماً في أوائل نشأتها تمثل في تلك القوى المتعصبة التي كانت تريد إخضاعها متذرعة بكفر أهلها وما يترتب عليه من استحلال دماء أهلها وأموالهم وأعراضهم· ولابد من الإشارة إلى أن الكويت كانت مجتمعاً تجارياً مدنياً مسالماً، انصرف أهلها إلى العمل والنشاط فخلقوا بجدهم ومهارتهم، في غضون عقود قليلة، ميناءً تجارياًً مزدهراً، في بيئة فقيرة طاردة·
في الأسبوع الفائت كتب الأستاذ تركي الحمد مقالا في جريدة الشرق الأوسط، بين فيه أهمية الاختلاف في عالمنا، فمنذ البدء اختلف إبليس عن الملائكة في رفضه السجود لآدم، واستمر هذا النهج، الاختلاف، علامة واضحة تعرف الشيء بضده· فلولا الظلام مثلا لما عرف النور، ولولا الشر لما عرف الخير، ولولا الأسود لما عرف الأبيض وهكذا·
في حقبة الخمسينات من القرن المنصرم·· فعلا كانت الصورة المتداولة بين العرب والغرب ضبابية حيث كانت الثقافة بين الطرفين أشبه ما تكون بالثقافة العدائية بين مستعمِر ومستعمَر، وكانت تحتدم بين الطرفين الثورة العربية الكبرى، الهادفة إلى تحرير الأوطان العربية من قبضة الغرب المهيمن على مصالحه في الشرق الأوسط·
”إن الدول التي لا ترتكز على القواعد الأمنية الخمس أسس بناء الدول يستحيل نجاح المسؤول في عمله ويستحيل نجاح خطط العمل الوطني ويستحيل تحقيق الولاء الوطني في هذه الدول”· إن العلاقة التي تربط بين السيدين محمد عمر رئيس طالبان وبن لادن رئيس القاعدة علاقة غريبة جداً تدعو إلى الدهشة والاستغراب لأنها علاقة بالنسبة للرجلين فوق كل اعتبار وأهم من كل شيء
ملاحظات
لاشك أن الجدل الدائر هذه الأيام حول ما يسمى بالعقوبات الشرعية ما هو إلا تكتيك حكواسلاسياسي يدفع ثمنه مجتمعنا المحبط من جراء جره إلى المسلخ المركزي دون احترام لآدميته المنهكة، هكذا وبكل بساطة إن لم نقل بكل جرأة ووقاحة، نقحم الناس دون أدنى تقدير لحقوقهم الإنسانية قبل المدنية التي كفلها لهم دستورهم
إن المؤكد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) قد هزت أوضاعاً كثيرة، ليس في الولايات المتحدة ولكن في بلدان عدة، من الشرق إلى الغرب·· ولا شك أن البلدان العربية هي الأكثر تأثراً بعد الغرب، هكذا يقول المنطق، حيث إن الإرهابيين الذين قاموا بتلك الأعمال الإجرامية نشؤوا وترعرعوا في بلدان العرب وتشربوا ثقافة التطرف والعنف والإرهاب في مدارسها وفي دكاكينها السياسية··
بلا حــــدود
نتمنى لو أن الندوة التي نظمها النادي السياسي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (فرع الجامعة) بعنوان “حقيقة العقوبات الشرعية” تتكرر وتستمر!! لا بسبب ما جاء فيها من جديد أو تطوير في (نظرية) تطبيق العقوبات الشرعية، وإنما بسبب حاجة المجتمع اليوم للتعرف عن قرب على هوية ومزاج هؤلاء المطالبين بالعقوبات الشرعية!!
الكويت بلد يملك الكثير من الإمكانات المالية والعلمية والبشرية وخلافه القادرة على وضع البلد في مصاف البلاد المتحضرة والمتقدمة إلا أن الشيء المفقود هو الإخلاص والتفاني وتطبيق أسلوب الثواب والعقاب في علاج الكثير من قضاياها فالإحباط أصبح أحد سمات كل المواطنين باختلاف مؤهلاتهم وأماكن عملهم نظراً للانفلات الذي نمر به مع شديد الأسف مما دفع بالمخلصين إلى تقليص جهودهم وتدني أدائهم وهبوط عزيمة الطموح لديهم·