الجسر هو ما يربط بين منطقتين· وهو الرابط الحيوي بينهما نظرا لوجود عائق في الاتصال والربط، هذا هو الجسر من الناحية الجغرافية، فماذا عن الجسر الفكري الأيديولوجي؟ ما هو الجسر الذي يربط الإنسان العادي البسيط بالمثقف·
إن الجسر ونوعيته من هذه الحالة· أمر مهم وحيوي· لأن لب العمل المعرفي والثقافي، هو الوصول والتواصل مع ذلك الإنسان العادي والبسيط الذي هو الميزان والمقياس الحقيقي لقياس مدى نجاح المثقف وما يحمله من أيديولوجية يريد نشرها وانتشارها بين الناس·
إذا نحن بحاجة الى رابط أو جسر بين الاثنين المثقف وذلك الإنسان العادي والبسيط، لذلك علينا أن نسأل ونستفسر عن ماهية ونوع هذا الجسر؟ وعلينا أيضا أن نعرف من هو الذي يقرر اختيار الرابط؟ إن الاختيار لنوعية الجسر، هو أمر يحدده ويقرره واقع حال المجتمع، بمعنى آخر: إن معرفة اللغة التي يفهمها الناس ويتواصلون معها، هو الذي يحدد الاختيار المرتقب، إذاً الاختيار مرتبط باللغة المستخدمة· ولكن ماذا نقصد باللغة؟ هل نقصد باللغة هنا، لغة التخاطب العادية المستخدمة كالعربية أو الإنجليزية؟ لا ليس ذلك ما نقصد·
إن ما نريده بلغة المجتمع، هو نوعية الأيديولوجية والفكر المستخدم في الخطاب الثقافي للمفكر، فأساس استنباط والأصل الاستخراجي للأيديولوجية المستخدمة، ومدى توافقها وتلاؤمها مع البيئة الاجتماعية لواقع المجتمع الشرقي بالخصوص، هو ما نقصده بلغة المجتمع، ونحن كشرقيين ساعون لتطوير أنفسنا ومجتمعاتنا، إذا استطعنا تحديد وتقرير هذه اللغة، فنحن عند ذلك، قد وجدنا وعثرنا على الجسر والرابط الذي نسعى إليه، وعند ذلك يصبح من السهل، انتقال الثقافة من المفكرين الى عامة الناس، لنخلق التواصل المطلوب والحيوي بين المثقف وذلك الإنسان العادي· |