إن نهضة الشرق ورقيه يرجعان في الأساس إلى مبدأ العودة إلى الثقافة والأيديولوجية الفكرية السليمة، النابعة والمنبثقة من داخل واقع المجتمع لأنه من خلال هذا الانبثاق من الداخل تكون الحركة إلى الأمام نحو الحضارة الحقيقية متفقة ومتوافقة مع أساسيات الفهم والإدراك الفردي والمجتمعي للثقافة والأيديولوجية المستخدمة في خلق الحركة المرجوة· بعبارة أخرى إن الأفراد من خلال تقديم أيديولوجية وثقافة نابعة من واقعهم يكونون بذلك أكثر قدرة على الفهم والتفاعل مع الأيديولوجية بعكس وعلى النقيض من استخدام أيديولوجية وفكر مهاجر غريب على الشرق، نابع ومنبثق من واقع آخر يختلف عن الواقع الشرقي، ويقدم حلولاً لمشاكل وقضايا لعالم غير عالمنا·
إن استحقار الذات الشرقية، والهروب إلى آخر له مصالحه ومنافعه في عالمنا، والظن والاعتقاد أن ما سنجلبه ونأتي به من هناك إلى هنا سيحل مشاكلنا وسيزيل العقبات أمامنا نحو الحضارة هو ظن واعتقاد خاطئ وغير صحيح·
إن ذلك الآخر حين استخرج أيديولوجيته وثقافته جاء بها من داخل ظروفه ومحيطه هو ، لذلك نجح في التطوير وهذه الظروف وما يحيط ذلك الآخر، يختلف عن ظروفنا وما يحيط بنا نحن من في الشرق لذلك فكر وثقافة ذلك الآخر قد تُصلح هناك ولكنها لن تُصلح شيئاً هنا، لأنها تعالج أموراً ليست موجودة عندنا·
إن احترام ذات الشرق وشخصيته المتمثلة والمتبلورة في أيديولوجية فكرية شرقية سليمة وصحيحة تعمل على تحريك العجلة إلى الأمام، هي الحل في إحداث وتفعيل نهضة لهذا الشرق·
أما ازدراء واستحقار تلك الذات· فهو ما سيعمل على استمرار النكسة والهزيمة لنا نحن الذين نعيش في الشرق· |