إن الخوف هو شعور وإحساس ينبع من داخلنا ويكون الخوف في بعض صفاته معبراً عن حالة وقائية احترازية ضرورية للفرد أن يتخذها حماية لنفسه من عامل خارجي يهدد كيانه·
إن خوفاً من هذا النوع، هو خوف طبيعي، مطلوب في جميع حالات الدفاع والوقاية، ولكن ماذا عن خوف آخر، من نوع مختلف·
إن الاختلاف هنا يكمن في السبب الذي يتغير من ضرورة وقائية واحترازية إلى حماية الذات إلى أنانية خالصة هجومية على الآخرين بغرض حماية مصالح ومنافع، من منافسة قد تحصل عليها من آخرين، ويكون هذا الخوف غير الطبيعي دافعا وحافزا لإقصاء وإزاحة الآخر عن الطريق إلى المصلحة والمنفعة وتكون هذه الإزاحة وهذا الاقصاء بوسيلة غير صحيحة وغير سليمة، كل ما فيها يخدم غرض الإبعاد للآخر، مهما كانت التنازلات المبادئية المطلوبة·
إن خوفاً من هذا النوع هو ما يجب علينا أن نعمل على إلغائه من حساباتنا ومن أجندتنا نحن كبشر لأن خوفا من هذا النوع هو عامل على إسقاط المبادىء الأخلاقية من حياتنا، وهو دافع على تغيير نمط المشاركة الحرة الشريفة في الحياة إلى التنافس المحموم والركض المهووس إلى المنافع والمصالح بأنانية صرفة، وبنظرة إلى الداخل يكون معها هذا التنافس والركض عامل خلل وعطب في إنسانية الإنسان، فعليه هذا الخوف المنحرف يجب أن نلغيه، وذلك الخوف الطبيعي علينا أن نبقيه ونحتفظ به· |