الحضارة تسمية يسعى الأفراد والشعوب إلى الوصول إلى رتبتها، وإلى مكانتها، هذه الحضارة المرجوة، من يصل إليها ترتبط به أتوماتيكياً، صفة المتحضر·
وبما أننا نعتقد أن العبارة السابقة، لا يختلف عليها اثنان، فإننا لذلك نقول: إن ما نريد الوصول إليه، هو الحضارة، هي أمر نحن إذا ألزمنا أنفسنا بجعلها هدفاً نسعى إلى تحقيقه، وجب علينا، أن نقدم تعريفاً، شارحاً ومفسراً، يوضح ويشرح هذا الهدف·· إن السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا هو: ما هذه الحضارة التي نسعى إليها ونريدها لأنفسنا؟
هل الحضارة هي استهلاك ما يقدمه لنا الآخر، ونحن نقصد بالآخر العالم الغربي تحديداً؟ هل هوس شراء ما يصنعه الغرب، واستهلاكه، ثم الشراء مجدداً ثم الاستهلاك·· هكذا بدائرة لا تنتهي ولا تتوقف هي الحضارة المنشودة؟ أم أن الحضارة شيء مختلف نحن لا نعرفه ولا نعيه بعد؟ ما الفرق الذي نُحدثه ونفعله في شخصيتنا وفي ذاتنا، إذا استبدلنا البعير الذي استخدمناه في الانتقال قديماً بالسيارة الأوروبية أو الأمريكية؟ ما الشيء الذي اختلف وتغير باختلاف الأداة والوسيلة؟!
إن ما يجب أن نفهمه ونعيه نحن كمجتمع شرقي، أن استهلاك البضائع والواردات من الآخر ليست تلك حضارة وتحضرا لنا نحن من في الشرق بل ذلك هو استهلاك لحضارة ذلك الآخر الموجود في الغرب، إننا باستهلاك نتاج حضارته لا نصبح بذلك متحضرين بل نحن مستهلكون لم يتغير فينا شيء ما عدا القشرة الخارجية المزيفة، فأين اختلاف ذلك الإنسان الذي ركب البعير عن هذا الإنسان الذي يقود السيارة؟ إن إجابة هذا السؤال هي ما ستعطينا، الرقم الحقيقي لمقدار التطور الذي أحدثناه وفعلناه بأنفسنا وذواتنا وشخصياتنا فهل حدث تطور؟ هل هناك اختلاف؟ |