المرض هو حالة من الخلل وفقدان الاتزان الداخلي للإنسان وتترتب على وضعية المرض هذه أن حصلت للشخص دخوله في محاور وأمور يفعلها ويؤديها هو لكي يستطيع اعادة الاتزان، ولكي يقدر على إصلاح الخلل·
إن ما تعارف عليه الجميع عادة، هو إعادة التوازن وإصلاح الخلل البيولوجي الجسدي للإنسان المصاب بالمرض·
ولكن ماذا عن الأمراض والاصابات التي تؤدي إلى الخلل والعطب الروحي والنفسي للإنسان ماذا عن الذي يصيب الروح ويقودها إلى فقد الاتزان، ويدفع بها إلى الهاوية·
إن الروح في حالة كهذه في حاجة ملحة إلى التقويم وإلى إعادة الأمور والأوضاع إلى نصابها وإلى وضعيتها الطبيعية الصحيحة·
وهنا يبرز سؤال ويظهر وهو أين يذهب الإنسان ليعالج الخلل الروحي لديه؟ نعم إن المرض البيولوجي يقودنا إلى الطبيب المتخصص بالجسد البشري، لنأخذ منه العلاج والعقار، ولكن أين نقود أنفسنا إذا مرضت واعتلت روحنا؟·
إن الروح هي الشيء الذي يقدم لنا الحياة، ويعطينا الاستمرارية في البقاء، فنحن إذا أردنا لها تقويما واصلاحا، يجب علينا أن نعطي لها تعريفا ومصطلحا خاصا بها، نستطيع من خلاله، وعن طريقه إقامة بناء فكري أيديولوجي يشرح لنا ويفسر هذا الشيء الذي يحقق لنا الوجود ونستطيع أن نقول إن الروح تعطينا الأنا الحقيقبة الخاصة بالفرد البشري·
إن الأنا هي الروح والعكس صحيح، وهذه الأنا، نحن بحاجة دائمة إليها، وهذه الحاجة تدفع بنا إلى تقديم حياة إلى الأنا التي تعطينا الحياة!! ولكن أليست هذه العبارة السابقة غريبة وغير مفهومة بل تبدو متناقضة نوعا ما فما معنى حياة تعطي حياة؟
إن حياة الأنا مرتكزة وتستند إلى غذاء وطاقة تحتاجها الأنا الإنسانية، وهذه الطاقة تتمثل في الفكر والأيدولوجية اللذين يرغب فيهما الفرد، لكي يعرف ذاته وروحه، لكي يعرف الأسس والركائز والأهداف التي سببت في وجوده وحضوره كبشر في هذه الدنيا·
إن روح الإنسان في جوع وشبق إلى هذا الفكر، وهذه الأيديولوجية الشارحة والمفسرة للروح نفسها·
إن الإنسان محتاج إلى الفكر والأيديولوجية وهو معهما يستطيع علاج روحه إذا اعتلت، هو يقدر على إعادة الاتزان إلى الأنا الخاصة به، هو بهما يجد الطبيب المتخصص بالروح، والطبيب الذي يجب أن يجدهما الأيديولوجية والفكر·
وهنا يبرز ويظهر تساؤل وسؤال آخر، وهو عن ماهية هذه الأيديولوجية مما تتكون وكيف تتشكل ومن أين يكون المنطلق والقاعدة لبنائها وهذا كله موضوع آخر وسؤال جديد يحتاج إلى إجابة· |