رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 23 صفر 1424هـ - 26 أبريل 2003
العدد 1574

لتعارفـــــــوا
صندوق الانتخابات ·· محدد لحاكم العراق التالي
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

ليس سرا أن الشعوب الحية لا تقبل بأي حاكم أجنبي يدير شؤونها الداخلية الخاصة، كما ترفض شعوب الأرض عامة، وشعب العراق خاصة، أي حاكم يأتي عن غير طريق الانتخابات الحرة المباشرة حتى لو كان عراقيا، لأن في ذلك بذرا مبكرا “لحالة صدامية” جديدة سيدفع العراقيون الشرفاء ثمنا باهظا لها في “المستقبل”·· إن هم قبلوا بها “الآن”!!

المعادلة لا تبدو صعبة، فالحاكم الذي يأتي عن طريق الصناديق الانتخابية، يعلم تماما أن سبب وجوده في موقعه هو من قاموا بالعملية التصويتية التي جعلته حاكما، مما سيجعل طموحاته السياسية مرتبطة بإرضاء هذه الجموع الشعبية التي ساندت حملته الانتخابية، عن طريق نشر العدالة والمساواة وثقافة التسامح الديني والقومي والإثني، والنتيجة الحتمية لهذه العملية هي “ربط” مصالح الشعب بمصالح القيادة، مما سيؤدي الى حالة هي في مصلحة القيادة ومصلحة الشعب معا، لأن مصلحة الحاكم هي ضمان الفوز في أي انتخابات تالية، ومصلحة الشعب هي ضمان استمرار عدالة الحاكم وحسن إدارته لشؤون البلاد وتطبيق القانون على الجميع دون أي تفرقة بين المواطنين، ودون تعريض البلاد للخراب والمواطنين للتهلكة بمخالفة القوانين الدولية، كما فعل المتخلف إنسانيا وأخلاقيا صدام·

أما الحكومات الاستبدادية، فمصلحتها مختلفة عن مصالح الجموع الغفيرة من المواطنين العاديين بالتأكيد، وذلك لأن الحاكم الاستبدادي لا يستمد قوته من إرضاء شعبه، لأن الشعب لم يأت به أصلا، بل يستمدها من “قمع” ذلك الشعب لإرضاء تلك الفئة القليلة من الناس الذين أتوا به - ظلما وزورا - الى سدة الحكم، فهؤلاء الاستبداديون لا يهمهم إلا “مضاعفة مسروقاتهم” من قوت الشعب·· قبل أن يتم إسقاطهم، تماما كما حصل مع صدام غير المأسوف على رحيله!!

أما الحكومات الأجنبية، فلها “التزامات” مختلفة، هي إرضاء الجهات التي بعثت بها الى هذه الدولة أو تلك!! وهذه معضلة كبيرة سياسيا واقتصاديا·· فالمشكلة السياسية، التي لها أبعاد اقتصادية أيضا، هي مشكلة “الدولة” التي يحكمها الغرباء، لأن للغرباء أهدافا لا يشترط أن تتطابق مع مصالح المواطنين، بل وقد تكون ضد مصالحهم تماما·

اللافت في الحالة العراقية، هو أن شعب الرافدين لم يفقد وعيه ولا صوابه ولا توازنه الوطني حتى بعد خمس وثلاثين سنة من القهر والظلم البعثيين·· أربعة وعشرون عاما من السحق الصدامي الجهنمي·· فأن يشكر الإنسان من حرره من الطاغية أمر جميل، ولكن الطرف الذي يساعد الآخرين على الحرية لا بد أن يبتعد من تلقاء نفسه بعد انقضاء المهمة، إلا إذا كانت المهمة الحقيقية أمرا آخر غير التحرير!!

بعض المتظاهرين العراقيين قالوا - قبل أن يمر أسبوع واحد على انقضاء حكم الطاغية - : “لا أمريكا ولا صدام”، مما نفهم منه أن الشعب العراقي يريد أن يحكم نفسه بنفسه، فنود أن نتفاءل إزاء مسألة نية الأمريكيين، على الأقل يمكنهم أن “يبرهنوا” على سلامة نيتهم أمام العالم عموما، والعرب خصوصا، والعراقيين على نحو أخص، بأنهم كانوا فعلا قوة تحرير·· إذا غادروا بهدوء بعد سماع صوت “الصناديق” التي يعد صوتها صوت الشعب، فهل هذا مطلب صعب، أم هو الديمقراطية بعينها؟!!

خارج الموضوع

ما أجمل سياسيي الكويت المخضرمين وهم يزورون الجرحى العراقيين ويتكلمون في أجهزتنا الإعلامية عن ترحيبهم بإخوتنا العراقيين الذي يعالجون - ضيوفا أعزاء - في مستشفيات جارتهم دولة الكويت، إننا كمواطنين كويتيين لا نريد إلا أطيب العلاقات مع العزيزة الجارة جمهورية العراق، مستظلين بشعار “دولتين جارتين شقيقتين”، بالضبط كطموحنا لأطيب العلاقات مع جارتينا الأخريين السعودية وإيران·

drjr@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

نهوض العراق (1 - 2):
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الانكفاء إلى الداخل!!:
سعاد المعجل
أربعينية كربلاء ·· سلاح التحرير:
د· بدر نادر الخضري
الحرب والإعمار:
يحيى الربيعان
البخل والسفه:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويت والثقافة العربية:
عامر ذياب التميمي
سقوط الفضائيات العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
إبريل الأسود!!:
عبدالله عيسى الموسوي
رسالة إلى السيد وولفويتز:
صلاح مضف المضف
صندوق الانتخابات ·· محدد لحاكم العراق التالي:
د. جلال محمد آل رشيد
الدين والدولة واجتماع الناصرية:
حميد المالكي