رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 23 صفر 1424هـ - 26 أبريل 2003
العدد 1574

لمســــات
أربعينية كربلاء ·· سلاح التحرير
د· بدر نادر الخضري

قبل خروج الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب “عليهما السلام” ثائرا ضد طاغية زمانه، أوصى أخاه محمد بن الحنفية “هو ابن أبي بكر الصديق الخليفة الأول - حيث قربه له الإمام علي “عليه السلام” في ذلك الوقت لأسباب محددة”·

فقال الإمام الحسين “عليه السلام”: “··· وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول واثق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين”·

بهذه الكلمات المنطلقة من شهيد الشهداء، ورافع صوت الحق·· صوت الحرية·· صوت مواجهة الطغيان·· صوت مناصرة المظلوم على الظالم·· صوت مقارعة الظالم ومواجهته، بدأ بالدفاع عن الدين·

فعندما تنادي الحناجر والأصوات في كل سنة هجرية منذ استشهاد الإمام الحسين “عليه السلام” بإحياء ذكراه، فإن  هذه الذكرى تجدد مباشرة أربعينية استشهاده، ويعني ذلك التجديد ضرورة الاستمرارية في رفع راية الإسلام الصحيح لتحرر الإنسانية من الاضطهاد والظلم الذي ما زال يواجهه الإنسان في حياته·

فكربلاء هذه الأرض حزينة دائما في بلد العراق، فمنذ استشهاد الإمام الحسين “عليه السلام” وحتى الآن مازال العراق حزينا في ظل كل نظام وحكم جاء بعد مقتل الإمام الحسين “عليه السلام” ولا شك أن جميع الأنظمة البائدة في العراق كلها ظهرت وتربت على أساس خبيث، فهي مجموعة أوراق خبيثة من الشجرة الخبيثة التي تعرضت الى كيان وسبط الرسول محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” حينما تعرضت الى الحسين عليه السلام·

إن الدماء الزكية التي أريقت في كربلاء هدفها الدفاع عن شجرة الإسلام لتبقى حية تبعث الحياة والروحية في نفوس من يريدون أن يكونوا أحرارا في دنياهم، دون تسلط أحد على رقابهم، ويؤكد ذلك الإمام الحسين عليه السلام في مقولته في اليوم العاشر من محرم الحرام: “ألا وإن الدعي - ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السّلّة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون”·

إن مأساة كربلاء تعيش في نفوسنا وفي نفوس كل من يبحث عن ترسيخ العدالة والحق والحرية، وتعلم التضحية والفداء والعطاء، واستلهام الصبر والمبادئ والدروس الأخلاقية في كيفية التعامل الإنساني مع الآخر·

ويكفي ما قاله النصارى عن الإمام الحسين “عليه السلام”: إن السيد المسيح قدم نفسه للصلب، ليخلص الشعب من الخطيئة، وأين ما فعله مما فعله الحسين؟ عيسى قدم نفسه فقط على النصارى، أما الحسين فقدم نفسه وأبناءه وحتى ولده الرضيع، وقدم إخوانه وأبناء أخيه وأبناء عمه، قدمهم جميعا للقتل وقدم أمواله للنهب والسلب، وعياله للأسر، ليفدي دين جده·

فإحياء الذكرى الأربعينية هو إحياء لذكرى يوم العاشر من محرم والتأكيد عليه دوما، لأنه سلاح الانطلاق والثورة في مواجهة كل طاغية ودكتاتور والذين أصبحوا عبيدا لهذه الدنيا، وإن الدين أصبح لعقا على ألسنتهم يتلاعبون به وفق مصالحهم وأهوائهم المتمرسة بأفكار الجور والتمرد والخضوع والانصياع والاستسلام للقوى الجبارة، والتي يرفضها الإسلام الصحيح، تلك الثورة التي استمسك بها الإمام الحسين “عليه السلام” لمواجهة هذه النوعية من الأفكار التسلطية على رقاب المجتمع، وإذا كان ما نراه اليوم في العراق يعد تحرير جزء منه من طاغية العراق صدام والحزب البعثي البائد، فإن ذكرى إحياء الأربعينية للإمام الحسين “عليه السلام” في هذه الأيام خاصة، هو الجزء الآخر من مواجهة الاحتلال المتوقع إن كان يدور في خلد من ساعد الشعب العراقي على تحريره من الطاغية العراقي صدام·

فالحسين هو الإنسان·· هو الحق·· هو الحرية·· هو العدل·· هو الكفاح·· هو البطولة·· هو طريق الاسترجاع الى الإنسانية·· إذناً لتتعلم الشعوب الواعية من نهضة وثورة الإمام الحسين في تحرير أنفسها بأنفسها وفق منطلقات الإرادة والعزيمة الربانية!

�����
   
�������   ������ �����
عبدالعزيز الجارالله يستحق الثناء··!
مواجهة وزراء الحكومة··!
التاريخ يعيد نفسه
...في ظل دكتاتور العراق..!
الإمام الحسين عليه السلام والصدر.. ومنهج التضليل..!
الديمقراطية.. والقوى السياسية في الكويت!
امرأة رفعت شعار حقوق الإنسان...!
الدجاجة بين الدُببّة والثعلب!!
الفيلة.. والسلف.. وحزام الأمان..!
الوصايا العشر.. للسلطتين التنفيذية والتشريعية!
أمانة القلم
كشكول على الطاير..!
كسوف حقوق الإنسان... والسفارة الأمريكية...!
سياسة توطين الفلسطينيين في الكويت··!
غاصبو الحقوق كغاصبي العقل..!
بعد انتهاء الكسوف..!
في الماضي.. علاقة الوزير الكاظمي والوكيل شهاب بالصحافة..!
الآباء ومعركة الاختفاء.. القلق.. البيجر!
شهادة النائب الطبطبائي.. والتعليم التطبيقي!
شهادة النائب المنيس.. والتعليم التطبيقي!
  Next Page

نهوض العراق (1 - 2):
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الانكفاء إلى الداخل!!:
سعاد المعجل
أربعينية كربلاء ·· سلاح التحرير:
د· بدر نادر الخضري
الحرب والإعمار:
يحيى الربيعان
البخل والسفه:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويت والثقافة العربية:
عامر ذياب التميمي
سقوط الفضائيات العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
إبريل الأسود!!:
عبدالله عيسى الموسوي
رسالة إلى السيد وولفويتز:
صلاح مضف المضف
صندوق الانتخابات ·· محدد لحاكم العراق التالي:
د. جلال محمد آل رشيد
الدين والدولة واجتماع الناصرية:
حميد المالكي