تطالعنا أخبار العالم هذه الأيام وفي الأيام القليلة الماضية بتهافت الدول الغربية على إعمار العراق وإعادة تأهيل البنية التحتية فيه إثر الدمار الذي قامت به دول التحالف في أثناء غاراتها وحربها على نظام صدام حسين·
عندما توقفت آلة الحرب من ضرب العراق وتكسير جزء كبير من مقوماته، ارتفعت أصوات كبرى الشركات بالدول الغربية، كل شركة أو كل دولة تريد أن يكون لها نصيب من غنائم إعمار العراق، والأصوات لاتزال ترتفع بين الدول التي شاركت فعليا بالتحالف من أجل تحرير العراق، وبين الدول التي لم تشارك بحرب تحرير الشعب العراقي - وكأنهما في مزاد علني - من سطوة النظام الذي قهر الشعب العراقي أكثر من ربع قرن·
اليوم وبعد قتل النظام العراقي جلست أمريكا وبريطانيا توزع تركة النظام البائد وفقا لشرعية الحرب والقوة، أو كما يقول المثل العربي “يقتل القتيل ويمشي في جنازته”، هذه هي شرعية دول الغرب تقدم لنا مليون دولار لإعمار الشعوب النامية ثم تستردها بمئة مليون دولار بشكل غير مباشر·
هكذا يكون - دائما - حكم القوي على الضعيف، حكم الدول المتقدمة على الدول النامية أو المتخلفة، والدليل هو:
· الحرب الأهلية في لبنان ثم إعمار لبنان·
· الحرب الأهلية في اليمن ثم إعمار اليمن·
· الحرب الإيرانية العراقية ثم إعمار كل منهما·
· حرب عاصفة الصحراء ثم إعمار الكويت·
· حرب تحرير الشعب العراقي ثم إعمار العراق·
· حرب البوسنة والهرسك ثم إعمارهما·
· حرب أفغانستان ثم إعادة إعمارها·
· حرب فلسطين ثم إعمارها·
· وهكذا تكون الحرب والإعمار· |