رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 23 صفر 1424هـ - 26 أبريل 2003
العدد 1574

سقوط الفضائيات العربية
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

دخل علينا جارنا سلمان محمد  حسن العوضي في ضحى يوم الخامس من يونيو 1967 - وكنا نسكن الفنيطيس  آنئذ- وقال: ألم تسمعوا الأخبار؟ قلنا: خيراً !! قال وعلامات الفرحة والزهو بادية عليه: أصبحنا على مرمى حجر من تل أبيب، وأسقطنا مئتي طائرة إسرائيلية!! دب فينا الحماس، واستبشرنا خيراً، التقطت الترانسوستر ولم أفارقه ليل نهار أياماً طويلة، حتى وقت النوم، حيث كنت أتخذ سطح المنزل مكاناً للنوم كعادة بعض الكويتيين  إلى ذاك الوقت، كنت أستمع إلى صوت العرب بشكل رئيسي وإلى المذيع المشهور أحمد سعيد، لقد صور لنا الإعلام في ذلك الوقت الحرب التي استمرت ستة أيام أن الجيوش العربية منتصرة انتصاراً باهراً، وما أشد المرارة التي شعرنا بها حينما تكشفت لنا الحقيقة وهي أننا بدل أن نسترد فلسطين كنا قد خسرنا كل سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان، ولا أخفيكم سراً كيف أن تلك الهزيمة قادت كثيراً من الجماهير إلى "الكفر بالعروبة والوحدة"، وفتحت المجال أمام تيارات فكرية وسياسية أخرى لتسود فيما بعد وعلى رأسها التيار الأصولي الديني·

تذكرت ذلك اليوم الأغبر وأنا أتطلع بين الفينة والأخرى للفضائيات العربية وهي تنقل بصور حية ومباشرة الحرب في العراق، وحمدت الله كثيراً على عدم اضطراري لمشاهدتها لإتقاني اللغة الإنجليزية، حيث كنت أشاهد الـ”سي إن إن” وغيرها من القنوات الأجنبية فضلاً عن الـ”بي بي سي البريطانية” - نشرات أخبارها العربية فقط - إذ حتى هذه المحطة العريقة التي بدأ بثها في بداية الحرب العالمية الثانية 1938 تلوثت بالأجواء العربية فغدت برامجها الحوارية مليئة بالأسلوب التعبوي بدلاً من الأسلوب التحليلي الواقعي، متخذة بعض المحللين من العسكريين العرب المتقاعدين من الذين لم يربحوا أي معركة من معارك الأمة العربية مع إسرائيل!!

ويوم الأربعاء قبل الماضي 9/4/2003 وهو يوم تاريخي بكل المقاييس العراقية والعربية، حينما حطمت الجماهير البغدادية بالمساعدة الأمريكية تمثال صدام الضخم في ساحة الفردوس، في ذاك اليوم، أشفقت على الجماهير العربية: في مخيمات فلسطين وفي بوادي الجزائر وعلى جبال اليمن وفي أعماق الصعيد، أقول: أشفقت على هؤلاء، كيف كانت الصدمة بالنسبة إليهم، حيث صورت لهم فضائياتهم والفضائيات العربية "وجنرالاتها" الخائبين ما سمي "بالمقاومة الشعبية"، وهي لم تكن تعدو مقاومة لأزلام نظام منهار فضلاً عن بعض المتحمسين العرب الذين كانوا يدافعون عن نظام لفظه الشعب العراقي!!

بالطبع، لا نقول إن الفضائيات كان لا بد أن تطبل لجيش الحلفاء، ما نقوله إن تلك الفضائيات كانت تعطي صورة غير واقعية بشكل تام لمجريات المعركة وتخلق وهماً في نفوس المشاهد العربي سرعان ما ارتطم بأرض الواقع المر، وكان من المفروض على هذه الفضائيات أن تحترم عقل المشاهد العربي فتنقل له صورة صادقة ومتوازنة عما كان يجري  بعيداً عن المزايدات والمبالغات وخلق انتصارات وهمية، فضلاً عن المتاجرة بدماء الشعب العراقي المسكين·

alyusefi@taleea.com  

�����
   

نهوض العراق (1 - 2):
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الانكفاء إلى الداخل!!:
سعاد المعجل
أربعينية كربلاء ·· سلاح التحرير:
د· بدر نادر الخضري
الحرب والإعمار:
يحيى الربيعان
البخل والسفه:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويت والثقافة العربية:
عامر ذياب التميمي
سقوط الفضائيات العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
إبريل الأسود!!:
عبدالله عيسى الموسوي
رسالة إلى السيد وولفويتز:
صلاح مضف المضف
صندوق الانتخابات ·· محدد لحاكم العراق التالي:
د. جلال محمد آل رشيد
الدين والدولة واجتماع الناصرية:
حميد المالكي