يبدو أن القسم المغلظ الذي يؤديه كل عضو في مجلس الأمة والحكومة وليد لحظته فقط، ثم ينسى ويذهب أدراج الرياح لمجرد الجلوس على هذه الكراسي الوثيرة فأين مثل هذا القسم من محاربة مصالح الوطن والمواطن في كثير من القرارات والمشاريع من الابتزاز والمزايدات التي يقوم بها البعض من أجل مصالحهم الخاصة أو مصالح فئتهم وجماعتهم وبعض المحسوبين عليهم فقط؟ وأين هذا القسم من عدم الالتزام بالإصلاح في أجهزة الدولة الخدمية من مثل التعليم والتطبيب والإسكان؟ وأين هذا القسم من الوقوف في وجه المشاريع التنموية للبلد وتطويره؟ وأين هذا القسم من السرقات التي تتم في بعض أجهزة الدولة والنهب الذي يمارسه بعض بل الغالبية من أعضاء مجالس الجمعيات التعاونية؟ وهذا النهب الذي تعدى أملاك الدولة وأموال المساهمين الى بعض الجمعيات الخيرية؟ وهل أصبح البعض من النواب والوزراء يجيد فتح عين وتغميض عين؟
هذه المنهجية في العمل لن تقود إلا الى الأسوأ والأمر، وعلينا تدارك ما يحصل قبل فوات الأوان فإما أن نكون قادرين على الوفاء بهذا القسم والالتزام به بأمانة وإخلاص وإلا فلنترك هذا المجال لمن لديه القدرة على العمل والعطاء، أما أن تترك الأمور بهذه الطريقة وكل يعمل لمصلحته الخاصة ومصلحة قبيلته وطائفته وجماعته على حساب الآخرين، فهذا غير صحيح وسوف يعمل على الخروج من تأزيم الى الآخر·
الكويت أيها الإخوة بحاجة ماسة لأياد نظيفة تسعى جاهدة لتطويرها وتنميتها وحمايتها وواجب الجميع المشاركة في إصلاح الأمور وتجنب الابتزاز والاستغلال كما يروج له البعض هذه الأيام من أن الحكومة تصرف وتهدر الأموال هنا وهناك، فلماذا لا تنفق مثل هذه الأموال على المواطنين نحن وكل المواطنين؟! الشرفاء نرفع راية لا للابتزاز، نعم لإصلاح الخلل ولو تم ذلك لجنى الكل الخير والسعادة فليكرس كل من الأعضاء جهوده وعمله في الإصلاح ومحاربة الفساد وليتجنبوا معالجة الخطأ بالخطأ· |