منذ أن شرفتني القوائم الطلابية بانتخابي كأمين عام لتجمع القوى الطلابية، وأنا أتلقى تحذيرات من أناس عدة اتفقوا جميعهم على كلمة "دير بالك"، وحين سؤالي عن سبب هذا التحذير تكون الإجابة "العين عليك" أو "أمن الدولة يراقبونك"·
ولأفترض جدلا بأن هذا الكلام صحيح، وأن تصرفاتي مراقبة من جهاز أمن الدولة، فما أود حقا أن أفهمه هو مالمقصود بدير بالك؟! ماذا علّي أن أفعله بالضبط؟!
إن جل ما أفعله وسأظل كذلك هو أنني أتكلم وأعمل لتصويب بعض الأمور التي أعتقد بأنها خاطئة في بلدي الكويت، وهو أمر لا أتفرد به وحدي، بل هي ممارسات يمارسها آلاف الكويتيين كل يوم وفي كل مكان سواء عبر الصحافة أو الإذاعة أو التلفاز أو الدواوين أو المنتديات الإلكترونية أو النزول للشارع، فعلى ماذا أدير بالي؟
لقد شاركت كما شارك الآلاف غيري في المطالبة بإقرار حقوق المرأة السياسية، وشاركت مع الآلاف في دعم الدوائر الخمس، وشاركت كغيري في ممارسة حقي في الانتخابات البرلمانية وعملت مع أحد مرشحي الدائرة الثامنة، وشاركت في الانتخابات الطلابية، وسأظل أشارك في أي عمل يمثل قناعاتي، ولا أخجل من كل تلك الأشياء ولا أخفيها، فمن ماذا أدير بالي؟
إن كان أحد يعتقد أن التهديد والتحذير سيوقفني عن ممارسة قناعاتي فهو مخطئ، ولن أغير ما أنا مقتنع به إلا بالمنطق والحوار· إن سؤالا "يزن" في عقلي وأنا أسمع هذا التحذير المتكرر، لماذا علمتني مناهج التربية ألا أسكت عن الخطأ؟ ولماذا علمتني وسائل الإعلام أن أحب وأدافع عن كل ما يمس بلادي؟ ولماذا علمني الدستور أن حرية التعبير مكفولة؟ ولماذا علمني الإسلام بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ لماذا تعلمت كل تلك الأمور ما دمت سأصدم بالنهاية بمفردة "دير بالك" لأنني أمارس ما تعلمته؟
أكررها مجددا، لن أتوانى عن ممارسة حقوقي التي منحني إياها القانون مهما كانت التحذيرات وسأظل أدافع عن وطني بالشكل الذي منحني إياه الدستور، وإن تجاوزت القوانين فهناك قضاء نؤمن بعدالته يعاقبني عبر قنواته الشرعية·
إلى جهاز أمن الدولة: لا أعلم شكل تنظيمكم ولا أسلوب عملكم ولكن ما أعلمه هو أنكم تحبون الكويت وتسعون للمحافظة عليها وأنا أيضا أحب الكويت وأسعى للمحافظة عليها، ولن يكون أمن الدولة أبدا في قمع محب للوطن، فإن كنت فعلا مراقبا أو "العين علّي" كما حذرني البعض، فانصرفوا عن ذلك فكل ما أقوم به وأقوله هو من أجل وطني وأهل وطني وأنتم جزء منهم، أما إن كان الكلام الذي أسمعه مجرد تحذيرات لا أساس لها من الصحة، فإن ما كتبته في هذه السطور هو تعبير عن كل من تراقبونه ويدافع عن وطنه بحدود القانون·
خارج نطاق التغطية:
أخيرا أصبحت الرياضة تحركا شعبيا عاما من مختلف أطياف المجتمع، فتجمع القوى الطلابية أطلق حملته وتجمع "كويتيون" كذلك بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الكويتي، وليعلم الجميع بأن هذا التحرك لن يتوقف إلا بإصلاح الأوضاع المتردية في رياضتنا، ولن نرضى إلا بالأفضل لرفع علم الكويت عاليا بالمحافل الرياضية·
Ali-Khajah.blogspot.com |