رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 ديسمبر 2006
العدد 1754

حديث الدواوين
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
خالد عيد العنزي*
al-malaas@yahoo.com

فظيع جهل ما يجري

            وأفظع منه أن تدري

وهل تدرين يا صنعا

            من المستعمر السري؟

غزاة لا أشاهدهم

            وسيف الغزو في صدري

عبدالله البردوني

 

-1-

في بداياته عمل الرئيس علي عبد الله صالح راعياً للأغنام وأجيراً عند أحد مشايخ منطقة سنحان التي ينتمي إليها، والتحق بالجيش الذي كان مهرباً من الفقر وسوء المعاملة، لكن كاريزما الرئيس صالح كانت طاغية فقد عرف عنه شجاعته ومشاكسته رغم تعرضه لعقوبات عسكرية لم تردعه، وكما هي الحال في بلد كاليمن يقدر فيه الشجاع فإن صالح حاز على إعجاب رؤسائه في الجيش بعدما اعتدى بالضرب على قائد معسكره في تعز وكانت الحادثة فاتحة خير عليه كما يقول إخواننا المصريون، فترقى بسرعة وتولى مسؤولية الأمن في تعز العاصمة حينها ليصبح أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في اليمن الشمالي سابقاً، وبعد سلسلة غامضة من الاغتيالات السياسية لرؤساء البلاد بدءاً بإبراهيم الحمدي وشقيقه ومروراً بأحمد الغشمي ووصولاً لسالم ربيع أصبح علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية بعدما تنامى نفوذه بشكل متصاعد مع تنامي الاغتيالات!

-2-

تم تعديل الدستور اليمني عام 2003 واعتبرت ولاية الرئيس صالح حينها هي الأولى في اليمن الموحد مما يمنحه الحق في الترشح لولاية ثانية مدتها 7 سنوات، ورغم إعلانه ولمرات عدة عدم نيته الترشح للرئاسة بعدما أدى ما عليه ووحد شطري اليمن، إلا أن إعلان الرئيس صالح الأخير عدم ترشحه والذي جاء قبيل الانتخابات الرئاسية وتزامن في الذكرى27 لتوليه الحكم شكل مفارقة يمنية بامتياز، وأدى إلى توتر شديد في اليمن وخروج مظاهرات شعبية وحملات لجمع التواقيع لثنيه عن قراره، الذي قال عنه إنه نهائي ولا رجعة فيه حينها، وبالمقابل خرجت التظاهرات المؤيدة لقرار عدم الترشح، لكن الإعلان عن عدم الترشح كان قد فعل فعله المطلوب منه والتأييد كان قد حشد لصالح الرئيس المرشح وغير المرشح في وقت واحد!

وفي المؤتمر الاستثنائي لحزب المؤتمر الحاكم أعلن صالح أن قراره ليس مسرحية سياسية وأن على حزبه ترشيح بديل عنه قائلاً "عندما أسلم السلطة رسمياً للشعب اليمني، أنا أريد أن أسلمها سلمياً، تحدثت بصراحة معكم، ليست مسرحية سياسية"، رغم كل ذلك بقي الأمر في عيون المعارضة اليمنية مسرحية سياسية بل وفيلماً فاشلاً تم تمثيله على الشعب اليمني، ويستحق عليه الرئيس وحزبه جائزة هوليوود الأولى حسب المعارض محمد قحطان·

-3-

نجح الرئيس صالح في عملية التنحي في إحداث صدمة ورعب في الشارع اليمني، فتحول الشارع من موقع انتقاد شخصه ونظامه إلى موقع الإشادة بمبادرته والمطالبة بالتراجع، فتناسى اليمنيون كل الحملات الشديدة التي كان يتعرض لها النظام اليمني من قبل المعارضة التي تأخذ عليه التضييق على الحريات واستئثار "البعض" بالسلطة والحكم في اليمن "الموحد"، إضافة لمسؤوليته عن الأزمات الاقتصادية التي يعانيها اليمن وتردي الأوضاع الأمنية وحوادث الاختطاف التي يتعرض لها الأجانب، وانتشار التطرف القاعدي سنياً والحوثي شيعياً، فضلاً عن التجاوزات والاعتقالات بحق الصحافيين وأصحاب الرأي، ويكفي أن نعرف أن الزميل جمال عامر رئيس تحرير صحيفة الوسط قد تعرض للاختطاف في سيارة تابعة للحرس الجمهوري وتم تهديده بالقتل إن لم يعترف بعلاقته بالسفارتين الأمريكية والكويتية، أما السفارة الأمريكية فلأن الحكومة لديها قناعة بأن وراء كل صحيفة ناقدة دعماً أمريكياً، وأما السفارة الكويتية فلأن صحيفته نشرت حواراً عادياً جداً مع السفير الكويتي لدى اليمن، وهذا نموذج مما يتعرض له الصحافيون في اليمن السعيد!

زد على ذلك ما تقول به المعارضة من ممارسات خاطئة لأبناء قبيلة سنحان والشيوخ المدعومين من القادة العسكريين النافذين، وفضائح الفساد التي تعج بها الصحف والمواقع الإلكترونية المعارضة، وليس بغريب في بلد كاليمن أن يكون أغلب المستثمرين النفطيين خاصة والمتنفذين  اقتصادياً بشكل عام هم من أصحاب المناصب الحكومية الرفيعة إلى جانب الاستثمارات التجارية الكبيرة طبعاً·

أضف إلى ذلك تكرار أبناء الشطر الجنوبي لتظلماتهم وانتقاداتهم لما جرته الوحدة عليهم من ظلم وتعسف طالهم ليحولهم إلى مغبونين وحدوياً بدل أن يكونوا شركاء، فهم يتحدثون كثيراً عن تردي أوضاع الجنوب وانعدام العدالة والمساواة في توزيع المناصب وفي العملية التنموية، وذلك في الوقت الذي جنى فيه الشماليون ثمار الوحدة، ولسان حالهم يقول عن الوحدة خيرك لغيري والشقا والعنا لي!

 

-4-

الغريب أن الرئيس صالح وبعد إعلانه العزوف عن الترشح قد أبدى دعمه لأكثر من مرشح، فالمعارض نجيب قحطان الشعبي ذكر أن الرئيس عرض عليه الترشح كبديل عنه ولم يعرض عليه منافسته كما في السابق مؤكداً أن الرئيس طرح عليه الموضوع بشكل واضح وجاد مبدياً دعمه له!

وفي الوقت نفسه اتصل الرئيس صالح بالسياسي اليمني البارز عبد الرحمن الحمدي وحثه على تبني برنامج خاص به أو اتخاذ برنامج المعارضة، ونقل الحمدي عن الرئيس أنه وعده بأن صوته سيكون أول صوت لصالحه في صندوق الانتخابات، وأنه عرض عليه دعماً مادياً أيضاً وهو ما رفضه الحمدي مكتفياً بالدعم المقرر في الدستور!

والحمدي نفسه يفسر إيهام الرئيس لأكثر من مرشح بدعمه وتصويته لصالحه قائلاً "أن هذا أكبر دليل على ما يمارسه النظام من تضليل خلال الـ 28 عاماً"·

-5-

 

يربط بعض المعارضين اليمنيين بين "مسرحية عدم الترشح" وبين نظرية الوراثة، وذلك بالقول إن فشل التوريث استوجب إعادة الترشيح لكون المرشح للتوريث يحتاج لسنتين ليحقق شرط العمر الدستوري مما أجبر المتراجع عن الترشيح للعودة عن قراره، فالعقيد أحمد بن الرئيس لم يبلغ الأربعين بعد (عمره 38 سنة)، ومسألة تعديل السن القانوني المنصوص عليه في الدستور غير وارد وغير مقبول يمنياً، ومعروف أن العقيد أحمد يتمتع بنفوذ قوي جداً في الدولة كما بين القبائل وهو قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اللذين يشكلان القوة العسكرية الحقيقية في اليمن، مما يجعله رجل اليمن القوي الحالي ورئيسها القادم·

وكلنا يذكر أنه منذ سنوات قليلة تعرضت بيوت مواطنين يمنيين للهدم لقربها من إحدى بوابات قصر العقيد أحمد أو "الخليفة المنتظر" كما أسمته صحيفة الثوري اليمنية!

-6-

 

ربما يكون أحد أفدح الأخطاء التي ارتكبها الرئيس صالح خلال حكمه هو موقف اليمن المؤيد لاحتلال صدام للكويت، وهو المسألة الحساسة لدينا ككويتيين وكخليجيين والتي حلها الوحيد بالنسبة لنا هو الاعتذار العلني كما فعل الفلسطينيون وهو حل بسيط ويسير على الإخوة في اليمن لكنهم يتجاهلون تقديم الاعتذار بتشجيع من تناسي حكومتنا للموضوع وعدم جزمها فيه، والمال السايب يعلم الناس السرقة!

ورغم أن لدينا نواباً متخصصين في موضوع المساعدات المقدمة لليمن، وهم يكررون وباستمرار رفضهم للمساعدات الحكومية لليمن، إلا أن حكومتنا "عمك أصمخ" في هذا الشأن، وهي مستمرة في تقديم الدعم لليمن وآخر الغيث تقديم الكويت لمبلغ 200 مليون دولار في مؤتمر المانحين لدعم اليمن، مما احتج عليه نوابنا بينما اعتبره اليمنيون خذلاناً كويتياً لهم وكأن لسان الحال يقول "رضى القتيل وما رضى القاتل"، وكل ذلك لأن "الجماعة" تعودوا على المنح والهبات بينما كان ما قدمته الكويت هذه المرة "قروض ميسرة"، فكان رد الخارجية الكويتية واضحاً على لسان رئيسها بأن ما قدمته الكويت مناسب في هذه المرحلة وأن لدى الكويت التزامات تجاه حوالي 100 دولة نامية، وللعلم فإن حكومتنا كانت ستكون أكرم وأسخى لولا حساسية موضوع المساعدات لليمن بالتحديد ولولا رقابة مجلس الأمة·

شكل الموقف اليمني المؤيد لصدام في غزوه للكويت وقفة غريبة وعجيبة وغير مفهومة، رغم العلاقات المتميزة التي طالما ربطت اليمن بدول الخليج وخصوصاً الكويت والسعودية اللتين دعمتا الاقتصاد اليمني ومولتا عملية التنمية، هذا الموقف كلف اليمن الكثير بدءاً برفع الدعم عن الريال اليمني وصولاً لعودة أكثر من 800 ألف يمني لبلدهم من دول الخليج بعد فقدانهم للمعاملة المتميزة التي كانوا يحظون بها·

فتعرض الاقتصاد اليمني لانتكاسة كبيرة، واختلف شريكا الوحدة اليمنية حينها الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي على طريقة معالجتها، وبينما كان الرئيس صالح يبحث عن مانحين جدد بدل الخليجيين، كان علي سالم البيض يرى أن ترشيد الإنفاق وحل الأزمة جذرياً هو السبيل لمعالجة الوضع الاقتصادي وليس البحث عن مانحين جدد بديلاً عن الخليج، فتفجرت الأزمة بين الشريكين بشكل فاضح عندما خصص الرئيس صالح 25% من إيرادات النفط اليمني لرئاسة الجمهورية، وهو ما قال عنه البيض في أحد خطاباته "مجلس رئاسة الجمهورية أصبح مجلس حوالات"!

ويكفي لمعرفة بعض مما يجري في يمن العقيد صالح قراءة ما قاله السياسي اليمني البارز عبدالله النعمان في حديث لموقع كفاية اليمن من أنه "سعيد جداً لعدم رؤية الرئيس صالح وسيكون أسعد حالاً لرؤيته متقدماً الصفوف مع زملائه من جلادي ومصاصي دماء الشعوب الباقين على قيد الحياة مثل صدام حسين العراق وتشارلز تايلور ليبيريا"، ويضيف النعمان واصفاً الوضع في اليمن "أننا نعيش أمام واقع مرير أصبح الشرفاء يبيعون أعراضهم مقابل كسرة الخبز"!

 

-7-

 

يُقال في اليمن إن صنعاء لا تحكم إلا بطريقة واحدة اترك لهم كل شيء يتركون لك كرسيك، وهي الطريقة التي اتبعها الرئيس علي عبدالله صالح والمعروفة بين المعارضين اليمنيين بطريقة الشاويش، فالاستثمارات النفطية في اليمن محصورة في عائلتين فقط، ومع تعدد الشركات النفطية فإن القاسم المشترك الوحيد بينها هو كونها حاشدية أو سنحانية أي من قبيلة الرئيس أو قبيلة رئيس مجلس النواب·

وفي لقاء مع منتهى الرمحي التي تعتبره آخر زعيم عربي قومي يفسر الرئيس صالح سبب تراجعه فيقول "أنا استجبت مش لأني أنا اشتهي السلطة، السلطة عندي 28 سنة ما أريد أشوفها، السلطة استغنيت عنها وعارفها وعارف الحكم باليمن، اليمن وضعه صعب جداً، الحكم في اليمن كما يرقص الواحد مع رؤوس الثعابين، ثعابين إذا ما تكون حذر فتلدغك"!

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الرئيس صالح كان وصف الرؤساء العرب بأنهم كالجمال لا بد من جرهم نحو الإصلاح وذلك في مؤتمر المحامين العرب الذي عقد في صنعاء عام 2005، حين قال: "الحاكم مفروض أن نجره للإصلاح، لأن العرب في حقيقتهم بدو، ومثل الجمال إذا هاج يصعب السيطرة عليه، ولكنه إذا كان هادئاً فإن طفلاً بإمكانه أن يقوده والحكام يريدون أن يطمئنوا على كراسيهم"!

ويكفينا هذان النموذجات من أقوال الرئيس صالح كي نفهم  نظرية الشاويش التي يمارسها في حكم اليمن، أعان الله اليمن الذي كان يوماً اليمن السعيد وأعان أهله!

 

دبابيس:

 

·         بشرونا قبل فترة أن وزير الإعلام أنهى خدمات بعض العاملين على بند المكافأة في وزارة الإعلام حرصاً على المال العام، لكن الوزير نسي أن أحد وكلائه المساعدين قد عين ابنه البالغ من العمر 12 سنة على بند المكافأة، ويستاهل المكافأة أكيد الغالي ولد الغالي!

 

·         مستوصف العبدلي الحكومي في وضع يرثى له، والمستوصف البيطري حالته أفضل، يعني الناس اللي بالعبدلي مو بشر، صحصحوا واتقوا الله يا صحة !

 

·         أخيراً تحرك الناس وطالبوا بشكل واضح بإصلاح الوضع الرياضي، "شباب بس" حركة شبابية شعبية نتمنى أن تتفاعل الحكومة ومجلس الأمة معها وإلا فعلى الرياضة الكويتية السلام·

     "فاشل ومزايد ومشبوه دستورياً، هذا هو رأي الحركة الدستورية في مشروع النائب ضيف الله بورمية لإسقاط القروض·· فما السر في موقف الحركة؟ أكيد مو صفقة مع الحكومة··إشاعات!

 

·         اتهمت أمريكا ثلاثة كويتيين بدعم الإرهاب وتمويل القاعدة، وقد نفى المتهمون الثلاثة ذلك الاتهام وردوا على التحية بخير منها فاتهموا الأمريكيين بأنهم نازيون·· واللي يدق الباب يسمع الجواب!

كاتب كويتي

 al_malaas@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!
أبراج الكندري وبدعة الشطي.. وأشياء أخرى!
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!
أسماء ومحاصصة
..وإصلاح!
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام
كي لا ننسى حقوقنا..
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!
كى لا ننسى... "سي سمعة".. تنقيح الدستور وتربيط العصاعص والجولات!
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!
الإسلامويون "وشعبولا"
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
 

صراع بين اتجاهين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نزوة حكومية:
سعاد المعجل
دير بالك:
على محمود خاجه
حدث في مستشفى مبارك:
محمد بو شهري
معسول القلم لا يشفي الألم!:
عبدالخالق ملا جمعة
إعدام الطاغية المسرح والستارة:
بدر عبدالمـلـك*
غوغائية المجلس وتخبط الحكومة:
المهندس محمد فهد الظفيري
أين "أسد" حولي من "وحش" حولي:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أستراليا البعيدة:
د. محمد حسين اليوسفي
الطفل.. الصورة.. والمناسبة:
علي عبيد
بيان الشرفاء:
عبدالله عيسى الموسوي
فساد أصحاب العقود:
طلال خالد إبراهيم مكي
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد:
خالد عيد العنزي*
هذا هو الإصلاح.. يا بشوات:
محمد جوهر حيات
الـ B.O.T وسيلة للفساد:
يوسف الكندري