بين الفينة والأخرى يخرج علينا بعض مسؤولي المصادفة بتصريحات غير مسؤولة تنم للأسف الشديد عن سطحية شخصية هؤلاء المسؤولين، وعدم إدراكهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ضاربين عرض الحائط بالحكمة الموروثة "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، هذا ينطبق على المسؤولين الأكفاء، فكيف بحال هؤلاء الذين لعبت المصادفة دورها في تقلدهم مناصب قيادية مهمة في إدارة شؤون الدولة، نقول لهؤلاء بأن كل كلمة تخرج من أفواهكم يجب أن تكون ذات دلالة ومعنى ومغزى، ويجب أن تحلل ويراعى صداها وتأثيرها عليكم وعلى الآخرين، خصوصاً في خضم معمعة التشكيل الوزاري الذي يعيشه البلد في هذا الوقت، برغم عدم رضانا عن مجريات مشاورات التشكيل الوزاري، التي احتوت بعض عناصر (التأزيم) ونواب الخدمات من أصحاب القرارات الانتخابية، التي مازالت بعض الوزارات التي تولوا إدارتها تعاني تداعيات تنفيعهم وتنفعهم، وقراراتهم السيئة أيضاً· الدور نفسه ينسحب على بعض التكتلات والتيارات الانتهازية الضالعة في المصالح الخاصة هي وبعض كوادرها، والتي تحرص على تلميعهم، والإشارة الى قدرتهم على تحمل مسؤولية التوزير وهل فعلاً يتوقع من مثل هذه العناصر الحرص على مصالح الوطن والمواطنين أكثر من حرصهم على مصالحهم ومصالح كوادرهم، كل ذلك للأسف سينعكس بلا أدنى شك على الصراع بين وزراء كل هذه الكتل في مجلس الوزراء، وسيدفع ثمن ذلك الوطن والمواطن الشريف البعيد عن الانتماء لهذه التيارات التي ساهم البعض منها في تعطيل عجلة الإصلاح والتنمية بقصد أو دون قصد·
مثل هذه المشاورات تثير ضغينة البسطاء من المواطنين ممن لا يجدون من لا يعبر عن ضميرهم سوى الله وبعض الكتاب، والرهان الوحيد هو تشكيل حكومة قوية من أشخاص وطنيين تكنوقراط قادرين على التعاطي السياسي وفق مفهوم تنمية البلد وتحريك عجلة الإصلاح بجد غير مبالين بالجلوس على الكراسي الوثيرة والمساومة من أجل البقاء عليها·
دمتم ودام بلدنا ومواطنونا بعز وتقدم وخير وكرامة ورفاهية·
maldhafeeri@yahoo.com |