طريق الإصلاح واضح وجلي وعوامل الإصلاح وسبله لا يجهلها ذو بصيرة والسير في هذا الاتجاه وإن كانت هنالك بعض الانحرافات الاجتهادية قد يتجاوزها المتابع الفطن العاقل لأن من يعمل لابد له من الخطأ ولكن في حدود العقل والاجتهاد المقبول والمنطقي وطريق الإصلاح يحتاج لخارطة توضح منهاجه، وتخطيط يبرمج الخطوات اللازمة والفترات الزمنية لمراحل الإصلاح وبرنامج الإصلاح يحتاج لشفافية ووضوح وتطبيق عملي وفعلي بدءا من منفذي هذه البرامج الإصلاحية فالأقرب ثم الأقرب هذا الوضع المنشود للإصلاح من السهل جدا ترتيبه كلاما وتسطره حديثا وكتابة إلا أنه يصعب تطبيقه عمليا وعلى أرض الواقع لمن لأنية له ولا رغبة صادقة تتملكه في تطبيقه ولقد أصيبت أذاننا بطنين الإصلاح ومللنا سماع هذه الإسطونة التي بدأ كل مسؤولي الدولة في ترديدها على مسامعنا وفي كل مناسبه، ولكننا نسمع جعجعة وللأسف لا نرى طحينا بل على الأسوأ من ذلك نرى مرا علقما فنسمع بالإصلاح وفي الواقع يزداد الفساد وبدلا من التستر نرى المجاهرة والتفاخر في سبله ونواحيه والقائمين عليه كل ذلك يتم على مرأى ومسمع دعاة الإصلاح وأدواته وبرغم تسليط الأضواء من قبل رواد الإصلاح وأقلام النزاهة التي ما كلت تسطر هذه التعديات والتجاوزات والسلبيات المفرطة التي أضحت تنخر في جسم الوطن وموارده وبلا هواده وتضعها في مجال الرؤيا الواضحة لرعاية الإصلاح إلا أن ذلك جوبه بالسكوت المطبق والتجاهل وعدم الاكتراث والتفاعل فهل ياترى مفهوم الإصلاح خلاف ما نفقه ونعرف ومناهجه وعوامله تستعصي علينا، وهل الأوضاع الآن تسير في الاتجاه الصحيح أم تسير في نفق مظلم، وهل الصراع بين الكتل والتجمعات البرلمانية وعلى مرأى ومسمع من يملك الحقيقة ظاهرة صحية أم مجاهرة في الفساد وخروج عن المألوف، وهل الاستيلاء والتطاول على الأموال العامة وأملاك الدولة وضع طبيعي ومتقبل الآن دون وقف ولو جزئي وتعديل للانحراف، وهل السماح في التعديات على الأموال الخاصة كالجمعيات التعاونية وجمعيات النفع الأخرى أصبح عرفا دونما ردع ومتابعة ومساءلة، وهل تقريب أصحاب المصالح الخاصة والتكسب اللامشروع وعديمي الولاء لهذا البلد الذي لا يستحق إلا الوفاء والتضحية أصبح القاعدة والأساس والإقصاء والإبعاد عن مصادر القرار هو نصيب الشرفاء الغيورين والأمناء على هذا البلد ومواطنيه؟! كل هذه التناقضات يعيشها الكثير من أبناء بلدي وجلدتي ويعانونها كما أعانيها ويكتوون بمرارة هذا الوضع آملين من العلي القدير أن يوجهنا جميعا الوجه الصحيحة والهادفة لخدمة هذا البلد وأهله الكرام·