في العديد من المقالات السابقة، أكدت على أهمية التفريق بين مواقف الشعوب ومواقف الحكومات عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي - الإسرائيلي·
فالحكومات في جميع دول العالم تحكمها مصالحها السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى في علاقاتها الدولية، وبالطبع فإن العلاقة مع الإدارة الأمريكية التي تمثل اليوم الأحادية القطبية عامل أساسي في تحديد حجم موقف التأييد للحق أو إدانة الإرهاب الإسرائيلي·
أما الشعوب، ففي أغلبها تنطلق من منطلق إنساني ومنطقي يرفض الإرهاب الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي شكلاً ومضمونا بحق المدنيين في فلسطين المحتلة، ولعل الجميع يتابع مسيرات الاحتجاج الضخمة التي تنظمها مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في دول العالم لتأييد الحقوق الفلسطينية·
ومن حملات التأييد الشعبية للفلسطينيين ذلك البيان الذي نشرته صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الألمانية في 15/11/2006م، حيث دعا البيان الموقع من 25 باحثاً سياسيا ألمانيا حكومة بلادهم لوقف انحيازها المطلق لإسرائيل وتصحيح موقفها من الفلسطينيين وتقديم دعم أكبر لهم في سبيل إيجاد حل عادل وشامل للصراع في الشرق الأوسط·
ودعا البيان الحكومة الألمانية الى إقامة (علاقة صداقة مع إسرائيل تتضمن القدرة على الانتقاد أيضا· وأن أفضل موقف إزاء الهولوكوست ونتائجه على الطرفين يتمثل في حمل المسؤولية لإنهاء الصراع وأن الدبلوماسية الألمانية بإمكانها المساهمة في حل النزاع الحالي عندما تفهم نفسها أنها صديقة للطرفين)·
وشدد البيان على أنه لا يجوز تحريم توجيه الانتقاد للسياسة الإسرائيلية لأن مثل هذا الأمر يشجع العداء للسامية في ألمانيا·
وقد رد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا على البيان بحملة تحريض كبيرة على العلماء ودافع عن السياسة الإسرائيلية حيث قال رئيس المجلس: (من الخطأ وضع الطرفين على مستوى واحد في النزاع القائم لأنهم بهذه الحالة يساوون بين النهج الإسرائيلي والإرهاب الفلسطيني)·
باسم الشرفاء من أمتنا، لا يسعنا إلا أن نشكر العلماء الألمان الموقعين على بيان الشرفاء·
abdullah.m@taleea.com |