رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

كان يا مكان
يوسف الكندري

كان يا مكان يا عزيزي القارىء فيه بلدة صحراوية فقيرة تقع على البحر، وكان أغلب سكانها ناس على قد الحال ويشتغلون بأعمال بسيطة مثل النجارة والحدادة، ولهم موسم معين بالسنة يطلعون فيه البحر لاستخراج اللؤلؤ أو يسافرون لبلاد السند والهند بهدف التجارة لكي يعيشون حياة كريمة ويتحدون الفقر والجوع اللي كان منتشر في بلادهم· بس مع كل هذا كانوا ناس طيبين ومحترمين وعمرهم ما مدوا أيديهم على مال حرام، وفي يوم من الأيام رزقهم رب العباد بثروة تطلع من الأرض وتنباع بأغلى الأسعار وكل الدول الثانية محتاجها عشان تشغل فيه مصانعها وكهربتها، فعم الخير على هالبلدة الفقيرة وصار سكانها أغلبهم ميسوري الحال وتركوا حرفهم واتجهوا للوظيفة، بس فوق هذا تموا ناس طيبين ومحترمين وما يحبون الفساد·

بعدها اتفقوا أهل البلدة على أنهم لازم ينشؤون مجلس للحكومة عشان يدير البلدة· وإنشاء مجلس شعبي مهمته تشريع القوانين ويكون هناك عقد بين هالمجلسين يحتكمون له في حال الاختلاف، وبالفعل صدر هالعقد وكان على شكل كتاب وسموه (دستور البلاد) وسمو مجلسهم ببيت الشعب، وتمر الأيام والسنون والناس عايشة بأحسن الأحوال·

معاشات زينة ووظايف محترمة وساكنين في بيوت كشخة لأن فيها كهرباء وماي وكنديشن عشان يبرد عليهم حر الصيف· وكانت الحكومة مع بيت الشعب يتسابقون بالإنجازات عشان راحة الشعب وتطويره من خلال التعليم من الروضة إلين الجامعة، ولمه يتخرج المواطن راح يفيد البلد ويطورها للأحسن، وتصير بلدة قوية وما تعتمد على أحد من بره، إلين يه يوم من الأيام اتفقت الحكومة على شغله، وكانت هالشغلة أنه الشعب ما يعرف ولا عمره عرف معنى الفساد فلازم يتعلمون هالشغلة عشان باجر يحسون بنعمة الإصلاح فقامت الحكومة بأول خطوة من الفساد وتدخلت بالانتخابات وكانت تبين تنجح ناس وتسقط ناس، فقام أهالي البلدة وانتخبوا إلى يعرفون مواقفهم، فصار كل ما تدخل الحكومة بالانتخابات كانت الناس تعاندهم وتنتخب الأفضل، جان تفكر الحكومة بحل ثاني ليش ما أسكِّر بيت الشعب وأفتك من الصيحة وعناد الناس، وسوتها الحكومة وتفاجأت الناس بهالحل وقامت وطلعت الشارع وسوت تجمعات عشان يردون بيت الشعب ونوابه وكان معاهم ابهالتجمعات رؤساء ونواب بيت الشعب ورد البيت لهم وانفتح للناس مرة ثانية·

وفكرت الحكومة بحل ثالث وهو أنه تشتري ضماير الناس  بالفلوس والمعاملات وللأسف أنجحت هالطريقة بعد ما كان المواطن يخلص معاملته بيوم حدت الحكومة المواطن أنه لا زم أييب واسطة ويدفع فلوس ولا معاملته ما توخلص إلا بعد أسبوع ودخل بيت الشعب نواب بصامة ما يحترمون القانون ويبون يستفيدون من مال الدولة بأي طريقة واستانست الحكومة ابها شغله وقامت تلعب بالبيت على كيفها ومحد يحاسبها من النواب إلا قلة منهم ورئيس بيت الشعب إلي كان دايما يلومهم على كسر القانون والتخبط والتقصير وتعطيل مصالح الناس·

ففكرت الحكومة واتفقت على أن لازم أتغير الرئيس ونفتك من انتقاد الدايم لنا، وبالفعل انجحوا ابهالشي وصار رئيس بيت الشعب واحداً منهم وفيهم لأنه ما يهتم بمشاكل البلد ولا يهتم بالأمور الإصلاحية، وقام يرفع الجلسات للأيام الأخرى على كيفه، ومتى ما حس أن الحكومة متوهقة مع النواب طق مطرقته وسكت النواب وأعلن استحراحة لمدة نص ساعة عشان الحكومة ترتب تبريراتها من الفساد، وحارب اللجان مع النواب اللي يقدمون قانونا إصلاحيا، وقام بآخر القوانين وما يعرفها على بيت الشعب إلالمه يتأكد أن الحكومة مع نوابها البصامة راح يشغلون هذه القوانين، وبزمانه قامت أراضي الدولة اتوزع على ناس وناس بأرخص الأثمان وكانت الحجة أن مشاريعهم مشاريع مبتكرة وماكو منها بالبلد·

ومنع الناس من دخول بيت الشعب لأن الناس قالت كلمة الحق وبعد ما ملت من الفساد، وياب لهم الشرطة والقوات الخاصة مع أن هالشي ممنوع ويخالف دستور البلاد، وقبل جم يوم وقعت شركته لإنشاء مباني مع مشروع مخالف للقانون من ساسه ليه كرياسه واسم هالمشروع (الوسيلة الفاضلة) وصوت ضد توصية للجنة من لجان بيت الشعب بإيقاف موظف برتبة وزير لأن هالموظف كان يتدخل بالانتخابات على حسب التقرير مال اللجنة· وطبعا يا أعزائي القراء الكل يتساءل (متى راح تنهي هالقصة، وأقول لكم إن قصة كان يا مكان مازالت مستمرة لليوم وباجر لأن هالبلدة كل يوم فيها سالفة يديدة عن الفساد والإصلاح صار حلم حق كل مواطن وصار يتمنى يشوفه ولو للحظة وحدة بس· والله كريم·

�����
   

لن يمس الدستور:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مليارات الفساد العراقية:
سعاد المعجل
إلا الدستور:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
التفكير النقدي
طريق الخلاص:
فهد راشد المطيري
هذي الكويت:
على محمود خاجه
المصمصة أو الخصخصة:
المهندس محمد فهد الظفيري
معاً من أجل نصر الدستور:
محمد جوهر حيات
البدون يتحدثون:
المحامي نايف بدر العتيبي
المشاركة....
هي الوطنية!!:
د. محمد عبدالله المطوع
system of america:
راشد الرتيبان*
التجربة الحزبية بين الواقع والخيال:
محيي عامر
كان يا مكان:
يوسف الكندري
مجازر المواقف الدولية:
عبدالله عيسى الموسوي
هؤلاء الذين غيروا موازين القوى:
الدكتور محمد سلمان العبودي
حكومة إسماعيل..!:
صلاح مضف المضف