رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 يناير 2007
العدد 1758

بعد الإعدام
يوسف الكندري

عندما صدر حكم الإعدام على المجرم صدام حسين وقبل التوقيع على مذكرة الإعدام بيوم طرح سؤال من قبل وسائل الإعلام وكان هذا السؤال: هل ستخف حدة التوتر والأعمال التخريبية وعمليات التفجير البشرية في العراق؟ وكان أغلب الشعب العراقي مع الرأي القائل بأن صدام سيخفف من العمليات الإرهابية بحجة أن صدام يمثل رئيس حزب البعث والقائد القوي للعراق وأن هناك بصيص أمل ولو ضئيلاً بأن يعود صدام مرة أخرى لحكم العراق، ولكن بإعدامه سينهي أحلام مؤيديه بالعودة، أما الشارع العربي المغلوب على أمره واللاعب الجيد لأدوار الاضمحلال الفكري والثقافي كان رأيه بأن المحاكمة غير عادلة وأن صدام يمثل العروبة وأن العراق مغتصب من قبل الأمريكان والإنجليز فلابد من الوقوف مع الشرعية الصدامية، وبعد الإعدام قامت المظاهرات في أغلب أقطار الوطن العربي المجيد تندد وتشجب وتستنكر عملية الإعدام للرئيس المقبور صدام حسين حتى أن أغلب المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها الشهيد صدام حسين، وللأمانة ما قرأته في الصحف وما شاهدته على شاشات التلفاز من شعارات وخطب بحق المجرم وبحق عملية الإعدام جعلني أتيقن تمام اليقين أن العراق سائر نحو الدمار لا نحو الهدوء والسلام، وأن الشعب العراقي سيعاني من الويلات وعظائم الأمور بسبب عملية الإعدام، لأن من شاهد اللافتات وسمع الخطب التي قيلت أمام الجموع المغيبة عقليا وفكرياً كانت محصورة على أن من قام بالعملية هم الشيعة، وأنهم بإعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى قد أعلنوا  الحرب على السنة وأنهم يريدون دولة طائفية وإخراج أو قتل جميع أهل السنة على حد قولهم، بل ذهب البعض وشطح بهم الخيال بأن وصف الشيعة بالمجرمين والصفويين لأن المجرمين والصفويين أساسا من إيران ولابد من قتالهم لأنهم أهل عقيدة فاسدة وكافرة حتى أن أغلب الأحزاب الدينية "السنية" في الوطن العربي أصدرت بيانات تندد وبشدة بعملية الإعدام، وأنها تمت على يد الشيعة؟ وسؤالي لهؤلاء المتباكين على أهل السنة في العراق وعلى أمجاد العراق العظيم: هل حوادث العنف في العراق بسبب إعدام صدام مثلما تدعون بأن الشيعة يريدون تصفية حسابات سابقة قوامها 35 سنة من حكم البعث؟ وهل كان العراق على أيام الشهيد مثلما تدعون ينعم بالأمن والاستقرار حتى تصوروا فترة حكمه الخالدة بنفوسكم المريضة وتلهجون بها ليلاً نهاراً كل يوم على مسمع الجماهير الثائرة منذ احتلال فلسطين؟ يا عرب يا عرب: العراق لم يشهد فترة راحة واستقرار منذ أكثر من 225 سنة تقريباً مثلما قال الدكتور شاكر النابلسي، وكانت فترة حكم صدام عبارة عن تصفيات جسدية لمعارضيه من الأحزاب الأخرى سواء سنية أو شيعية، ودخل حرباً لمدة ثماني سنوات مع إيران وبعدها احتلال لدولة الكويت في 1990 وطرده منها·

وفي هاتين الحربين خسر العراق الالآف المؤلفة من الشعب العراقي وخسر الاقتصاد العراقي المليارات بسبب نزوة حاكم ناهيك عن الثورات الداخلية التي قام بها الأكراد من سنة 1973 على ما أظن وسنة 1988 وأبادهم سيادة الرئيس بالكيماوي·

 كل هذا وتخرج علينا الجماهير الغاضبة منذ أكثر من 55 سنة ولا تريد لنفوسها الهدوء وتصف صدام بالحاكم العادل إنه منطق غريب في ظل ثقافة جاهلة·

أما عدم استقرار العراق فأنا أعترف بأن العراق يشهد حالة من الفوضى وعدم الأمان لأنه يوجد اليوم في العراق ميلشيات سنية وشيعية تقتل على الهوية والكل متمترس وراء شيخ أو سيد لتنفيذ أجندة خاصة بالحزب، لكن في السابق كان هناك حزب واحد يقوم بعمليات القتل والخطف ولا يعرف مناسبة دينية ولا هم يحزنون إذن النتيجة واحدة لمفهوم غياب القانون وبالنهاية أقول لم ولن يهدأ العراق ما دام هناك تيارات دينية لكلا الطائفتين لأن كل طائفة تعتقد أن حقها قد سلب منها بالقوة وتريد فرض واقعها على الشعب العراقي، ولن تنظر للخسائر لأنها مدعومة حسب اعتقادها بقوة إلهية، وبنفس شرعي يدعم أفكارها وتوجهاتها النيرة لتخريب الوطن لأن الوطن بالمنظور الإسلامي هو دولة الحق وأتباع الحق والكل يقول في العراق أنا صاحب هذه الدولة وأتباعي أتباع الحق·· والله كريم·

·     آخر المقال: من أغرب ما سمعت أن هناك شيخ دين قال: إن صدام لا يجوز الصلاة عليه ولا الترحم على نفسه لأنه مات وكان يؤمن بعقيدة البعث وأفكاره ونسي الأخ الشيخ مئات الألوف من الأرواح التي أزهقت على يد الرئيس لكن لا أقول إلا الله المستعان على فتاوى وبلاوي بعض شيوخ وسادة الدين·

�����
   

ثلاثون عاما تكفي:
على محمود خاجه
البراميل المفقودة!!!:
سعاد المعجل
مظلة نووية إسرائيلية لحماية الخليج:
المحامي مصطفى الصراف
أهمية التعليم:
محمد بو شهري
"ضربة معلم":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
رخص القيادة ومصطلح مقيم بصورة غير قانونية:
المحامي مبارك مجزع الشمري
لا ونعم:
فيصل عبدالله عبدالنبي
أبو ناصر الشمري:
د. محمد حسين اليوسفي
الطاغية .. ذلك المستبدة المحاط بالمعجبين!!·:
بدر عبدالمـلـك*
غربان وأبواق الأسرة الحاكمة:
علي باجي العنزي
لا تنسوا أو - تتجاهلوا - الحقائق!!:
عبدالله عيسى الموسوي
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!:
خالد عيد العنزي*
بعد الإعدام:
يوسف الكندري