رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

المشاركة....
هي الوطنية!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

يبدو أن السائد في هذه الأيام هو سماع صوت طبول الحرب،أو ربما رذاذ المطر ،وهما حالتان من الانتظار لمرحلتين مختلفتين بين الدمار والازدهار، وهذا ما يذكرنا في الكيفية التي يستمع بها الإنسان إلى روائع الموسيقى الكلاسيكية، وهي تعتمد بشكل أساسي على المستوى الثقافي للإنسان، وفي الوقت نفسه على الحالة النفسية التي يمر بها·

ومن هنا فإن الرؤية تختلف من فرد إلى آخر، إلا أن الحدث هو نفسه في كل الحالات· وحديث الساعة على المستوى الدولي، هو الانتخابات، سواء على مستوى الكونغرس الأمريكي، والذي يبدو أن عامة الجمهور الأمريكي قد وصل إلى قناعة مفادها أن الجمهوريين باتوا يشكلون خطرا على مصالح الأمة وعلى سلامتها في أنحاء العالم، وذلك من خلال استطلاعات الرأي العام العالمي، والذي يرى أن الرئيس بوش الابن، يشكل تهديدا للأمن العالمي، ومن هنا كان مؤشر التصويت للديموقراطيين هو الصاعد، وأن إدارة الجمهوريين لم تستطع أن تجفف منابع التطرف في العالم ،ولم تكذب صناديق الاقتراع هذه التوقعات التي أظهرت فوز الديموقراطيين بأغلبية مريحة في الكونغرس، والمنافسة بشكل جدي للوصول إلى الأكثرية في مجلس الشيوخ·

والناس لا يفكرون اليوم بنتائج الانتخابات التي حسمت نتائجها، بل بات التفكير اليوم منصبا على ما ستكون عليه الانتخابات سنة 2008، وربما يكون الحال كذلك بالنسبة لحكومة العمال في بريطانيا·

ومن هنا فإن بروز نجم أورتيجا في نيكاراجوا مؤشر آخر على أهمية التوازن في المعادلة الدولية، وخاصة في هذه المرحلة بعد أن حسمت صناديق الاقتراع النتائج سابقا لصالح معارضين رئيسيين لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا اللاتينية· ولعل الزمن الذي كان بوسع الولايات المتحدة أن تجهز فيه على وصول القوى المعارضة لها عبر الوسائل الديموقراطية كما حدث في تشيلي الليندي قبل ثلاثة عقود فإن الوقت قد فات على ما يبدو، ولم يعد بوسع الولايات المتحدة أن تجهز على تلك الديموقراطيات اليسارية·

كما أنه لم يعد بوسعها أن تصطنع كونترا جديدة تحارب أورتيجا كما حاربته من قبل· إن الزمن قد تحول ولعل نهاية مشروع التحالفات بين القوى العالمية مع مراكز المحيط قد وصلت إلى طريق مسدود· ولعل الحالة العراقية مؤشر على ذلك، وهذا بحد ذاته يؤكد على أن التلاعب بالشعارات لم يعد عاملا مهما في السياسة الدولية·

وهنا قد يتساءل القارئ العزيز، وذوو البصيرة الحادة: ما علاقة كل هذا بما يجري محليا، وخاصة مرحلة التحول في قضية المشاركة السياسية في الإمارات؟ سؤال مشروع وحقيقي، إلا أن الوضع الاجتماعي- السياسي مختلف عما هو سائد في دول المركز:

أولا- إن المجتمع المحلي هو امتداد لمجتمع يتصف بالتجانس الآلي من حيث علاقة أفراد المجتمع مع بعضهم، ومن ناحية أخرى فإن التطور الذي حدث في هذا المجتمع يختلف ويتفق من حيث المبدأ مع مجتمعات الخليج والجزيرة العربية، إضافة إلى العوامل المشتركة بينه وبين الدول العربية، والعالم النامي، إلا أن ما يميز هذا المجتمع هو خصوصيته من حيث التفاعل الحضاري مع الآخر، والعقلية التجارية سواء للنخبة السياسية أم الاقتصادية، وبالتالي انعكاس ذلك على النخبة الاجتماعية التي تدرك إن الانتخابات القادمة تأتي استكمالا للخطوات الديموقراطية التي برزت منذ قيام دولة الاتحاد والتي أفرزت مؤسسات المجتمع المدني التي شهدت حراكا واسعا وانتخابات ديموقراطية انبثق عنها، في كثير من الأحيان، مجالس إدارة تؤمن بالتقدم والتطوير، وتؤمن أن الإمارات تحقق النجاحات بقدر ما تنفتح على التجارب العالمية، وتبتعد عن الانغلاق، وهذا ما آمن به حكام الإمارات وعملوا على تنفيذه على أرض الواقع، حتى باتت الإمارات مثالا يدرس عن التطور المدروس والواعي والمحقق لمصلحة المجتمع·

ويتطلع الناس بمزيد من الأمل أن يساهم المجلس المنتخب في استكمال مسيرة التطور الذي يكون للجميع دور فيه، للمرأة كما للرجل حيث هنا من المتوقع مثلا أن تكون نتائج انتخابات المجلس الوطني الاتحادي فيما يتعلق بوضع المرأة، مختلفا عن شقيقاتها في دول مجلس التعاون من حيث التمثيل الذي يليق بمكانة المرأة وواقعها على الخريطة الاجتماعية في الإمارات· 

ثانيا - إن تعطش أبناء الإمارات للعمل الوطني السياسي، وإدراكهم لمخاطر التجربة، سيؤدي إلى التفاعل الإيجابي في ترسيخ عقد اجتماعي بعيد عن المصالح الذاتية أو الفئوية، وبالتالي فإنهم يدركون (منذ البداية) أن المرحلة القادمة بحاجة إلى من يدرك أن الأسس التي سيتم وضعها في المجلس القادم، هي في الأساس من أجل دولة المؤسسات، ومن أجل دستور همه الأساسي تلافي الثغرات التي اعترت تجارب الآخرين، سواء في دول الجوار أم غيرها من المجتمعات·

ومن هنا فإن مسؤولية اللجان الانتخابية هي مسؤولية تاريخية، وإن التراخي عن أداء ذلك الدور هو تفريط واضح بحق الوطن والمواطنين، وإن مسؤولية الجميع تتمثل في دفع عجلة التقدم نحو رؤية جديدة لمجتمع جديد قادر على مواجهة الكثير من التحديات التي قد تعترض مسيرته، ومن أهمها ترسيخ دولة المؤسسات، في ظل نيران قد تنطلق من هنا أو هناك منذرة بخطر مؤكد يحدق بنا جميعا ويهدد سلامتنا ووجودنا في منطقة كانت ومازالت بؤرة للصراع في العالم لأنها تملك مصدر الطاقة الذي يتحكم في مستقبل العالم، إلا أن تلاحم الجبهة الداخلية هو الخط الأول للدفاع عن الوطن·

* رئيس وحدة الدراسات -البيان

 malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

لن يمس الدستور:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مليارات الفساد العراقية:
سعاد المعجل
إلا الدستور:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
التفكير النقدي
طريق الخلاص:
فهد راشد المطيري
هذي الكويت:
على محمود خاجه
المصمصة أو الخصخصة:
المهندس محمد فهد الظفيري
معاً من أجل نصر الدستور:
محمد جوهر حيات
البدون يتحدثون:
المحامي نايف بدر العتيبي
المشاركة....
هي الوطنية!!:
د. محمد عبدالله المطوع
system of america:
راشد الرتيبان*
التجربة الحزبية بين الواقع والخيال:
محيي عامر
كان يا مكان:
يوسف الكندري
مجازر المواقف الدولية:
عبدالله عيسى الموسوي
هؤلاء الذين غيروا موازين القوى:
الدكتور محمد سلمان العبودي
حكومة إسماعيل..!:
صلاح مضف المضف