بالبداية نعتذر من قراء ومتابعي عامودنا "قلمي" عن فترة انقطاع الكتابة وذلك لظروف خارجة عن الإرادة كما نود أن نتقدم بالشكر لجميع من تقدم وبادر بالسؤال عنا·· ولكم منا كل الشكر والتقدير·
يمكن أن نتوقف عن الكتابة فترات طويلة وبالإمكان ألا نكتب عن العديد من القضايا والمواضيع المهمة "ولكن" عندما نعيش ذكرى إنجاز دستور دولة الكويت يكتب القلم عن هذه الفرحة وعن هذا الاعتزاز والمنار والشموخ والعلا والقيم والأصالة في هذا الدستور العظيم الذي يعتبر من أهم معالم الرقي والعدالة والحريات والتطور والازدهار في دولة المؤسسات دولتنا الغالية دولة الكويت، ولا ننسى بأن الدستور لا يزال وسيظل أهم إنجاز كويتي في شتى المجالات المختلفة على يد أبو الدستور المغفور له الشيخ عبد الله السالم وعلى يد أعضاء المجلس التأسيسي الذي ما زلنا مدينين لهم بأرواحنا وبما نملك·
لذلك فهي الكويت وأبو الدستور ونهنيكم بذكرى 44 عاما على إنجاز دستور دولة الكويت·
الكل يعلم أن هذا الدستور هو الوثيقة الأولى المعتمدة ما بين الحاكم والمحكوم كذلك لا ننسى بأن هذا الدستور يعتبر منبعاً للعديد من القيم الأساسية التي تحتاجها البشرية مثل العدالة والحرية واللتين تعتبران القيمتين الأغلى عند الشعوب ولعل التاريخ يكتظ بالعديد من الملاحم التي خاضتها الشعوب من أجل الحصول على هاتين القيمتين الأساسيتين وهما العدالة والحرية، لذلك علينا أن نحارب ونحاور ونتعاون من أجل الدفاع عن هاتين القيمتين بالتمسك بهذا الدستور العظيم الشامخ وبإذن باني هذا الدستور من أجل الحفاظ عليه والنهضة بدولة المؤسسات، آمين يا رب العالمين·
نلاحظ أن هذا الدستور "منار الكويت" قام برسم دولة المؤسسات ووضع الحقوق والواجبات وبين مفهوم المواطنة وقسم السلطات ووضح علاقة السلطات ببعضها البعض، بعد أن وضع مهام كل سلطة وما هو دورها في تحقيق الهدف المنشود وهو بناء دولة منظمة حديثة السيادة فيها للقانون، الشعب هو مصدر السلطات له حقوقه وعليه واجبات وكل هذا كاف من أجل العيش الكريم والعدالة والمساواة ويجب أن نعلم لولا هذا الدستور لما عشنا عيشة الأحرار وتعايشنا على هذه الأرض بكرامة وعزة·
هناك العديد من فئات ضعاف النفوس تسعى جاهدة الى محاربة هذا الدستور ونسف قيمه الفاضلة ولكن في المقابل هناك العديد من أبناء هذا البلد يحاربون ويجتهدون من أجل المحافظة عليه والتمسك بهذا الدستور صاحب الفضل على هذا الشعب، ومستعدين لفداء الدستور بكل ما يملكون من طاقات وقدرة وبالنهاية لا ننسى بأن هذا الدستور هو من يحمينا ويحمي بلادنا من أطماع الحاقدين السارقين المتنفعين وللعلم الدستور يبقى "هو" رمزنا وطبيبنا ومعلمنا وهو أيضا من يفك شفرات أزماتنا وحل أزمة الحكم باللجوء الى القنوات الدستورية خير دليل، للأسف هناك العديد ممن يحاربون الدستور ولكن عند حدوث الأزمات تراهم مهرولين "هؤلاء الذئاب" الى الدستور من أجل حل الأزمات لأنهم على علم بأن الدستور هو حامينا وهو من يحل أزماتنا ولكن الرسالة التي نود أن نوصلها عبر هذا المقال من خلال جريدة الأحرار المدافعين عن الدستور "الطليعة" بأن الدستور يجب التمسك به في السراء والضراء من أجل السعي نحو التقدم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والكثير منها ولا نتمسك بالدستور فقط في الضراء والأزمات من أجل المشاكل ثم نقوم بهجرانه الدستور ونود أن نقول أيضا بأن التمسك بالدستور لا يعني شكلاً من أشكال الترف بل التمسك به وبقيمه السامية هو معيار تقدم ونهضة الأمم والشعوب· |