كل ما أدخل ديوانية أو أقعد مع الأصدقاء أسمع الكلام المكرر والمعاد نفسه· حتى إني حفظته عن ظهر قلب، ولسان حال كل واحد منهم يقول: ليه مته وإحنا جذيه؟ ولا يسأل الثاني إحنا وين رايحين؟ والثالث والرابع وهلم جرا كلهم يقولون: ليش عندنا قانون ومحد راضي ومقتنع بتطبيق القانون· للأسف يمكن يكون أغلب الناس متشائمين من الوضع الحالي بالكويت· والكل قام يقول: وين كنا ووين صرنا ألحين· ولأن الديرة ألحين صار فيها الولاءات القبلية والطائفية والعائلية ونسوا للأسف الولاء للوطن طلعوا ناس في جنح الظلام وفي غفلة من الزمن وصار هالشخص أهو الآمر الناهي وصار يتكلم بالملايين بعدما كان على الله وعلى المعاش· صار عندنا صراع في كل شيء على المناصب الحكومية لأن كل قبيلة وكل طائفة ولا العائلة الفلانية تقول أنا الأحق بهذا المنصب ولازم ولدنا يمسك هالمنصب حتى لو مو فاهم بس المهم إنه ولدنا· وصار عندنا كل انتخابات عبارة عن مسلسل كريه ومشمئز للنفس بسبب الصراع بين أبناء الطائفة الوحدة وصراع بين القبائل والعوائل بهدف الوصول لكرسي البرلمان أو عضوية لمجلس إدارة جمعية معينة· وأسلحة هذا الصراع هي الإشاعات التي تكون أغلبها في أعراض الناس والمال لشراء أصوات الناخبين·
للأسف يوم كنا متقدمين بالخدمات الصحية والتعليمية صرنا اليوم إنخاف ونتحاشى الدخول للمستوصف أو المستشفى وقمنا ندور على الواسطة عشان نتعالج بالخارج ولا نموت أو تتدهور صحتنا بزيادة والسبب التشخيص الخاطىء من قبل بعض الأطباء ولا نموت من الإهمال وعدم وجود غرفة أو سرير لراحة المريض· قمنا ندخل إعيالنا المدارس الخاصة عشان يتلقون أفضل تعليم بدل من مناهج الحكومة المليئة بالحشو ولا تتضمن أي فائدة علمية للطالب وقمنا ندق على المدرسين الخصوصيين لتعليم أبنائنا بالمنازل بعدما تنازل المدرس عن رسالته السامية وأصبح يفكر كم طالب من المدرسة والصف سيستعين به بعد نهاية الدوام؟
وصار عندنا اليوم الطالب بالجامعة أو التطبيقي لا يفقه أساسيات التخصص لأن الدكتور (وللأسف هم الأغلبية) يقيم الطالب على حسب مزاجه لا على حسب الكفاءة ويقيم الطالب على حسب القرب العائلي أو القبلي أو الطائفي· فيتخرج الطالب وعنده قناعة تامة وأكيدة بأن العائلة أو القبيلة هي سبب نجاحه وتفوقه بالدراسة وغير مهم إن فهم مواد التخصص أو لا، المهم الشهادة وبس· وصار عندنا اليوم بالوزارات روتين قاتل وممل لتخليص معاملة بسيطة لا تستغرق سوى دقائق معدودة لكن بسبب الروتين أصبح إنهاؤها في أيام· لأن أغلب الموظفين ليسوا على مكاتبهم أو غياب بعلم المسؤول المباشر· وصارت عندنا اليوم مقولة (جم تدفع) عشان تنهي معاملة من النوع الدسم· وعندنا اليوم كم هائل وجيش جرار من قوات الأمن سواء ضباط أو أفراد لكن للأسف لا يوجد هناك لا أمن ولاأمان لأن أغلب من قبلوا بالسلك الأمني كان عن طريق الواسطة وكل ضابط أو فرد مسنود بالوزارة وخير دليل أنه لم يتم إلقاء القبض على وحش حولي والجرائم الغريبة العجيبة التي تحصل إلى الآن·
واليوم إحنا بالرياضة والثقافة لا نهش ولا ننش· يوم كنا نشارك ببطولات الخليج وكان كل الخليج يقول إنه الكويت إهي الأولى أبحث عن الثاني صرنا اليوم مطقاقة للفرق ونترجاهم أن يرحمونا بالنتيجة وصارت منتخباتنا أسهل الفرق لحصد نقاط الفوز· وطبعا أعضاء الاتحادات دائما وإبداهم أصحاب الفكر السديد وباقي الجماهير مخطئة ولا تعرف شيء بالرياضة·
وإذا كان هذا حال الرياضة فحال الثقافة أسوأ فبعد أن كان المسرح الكويتي يشهد له القاصي والداني من جرأة الطرح ونقد للأوضاع السياسية والاجتماعية سواء على الصعيد المحلي أو العربي أصبح المسرح اليوم وسيلة للتهريج والسخرية على عبادالله· وبعد ما كان معرض الكتاب بالسابق يضم الكتب القيمة التي تثري عقل القارىء· أصبح اليوم أحسن معرض لعرض كتب الطبخ والخياطة وقصص الجن والشعوذة وكتب ماذا يقول لك برجك! ناهيك عن كتب تسب وتطعن بالطوائف والملل الإسلامية وتحرض على قتل المسيحيين واليهود والمسلمين الخارجين عن الملة الإسلامية·
وصار عندنا اليوم محد قام يحترم الثاني والسبه أنه من الطائفة أو المذهب الفلاني حتى أن فرد هدد بفرض رقابة على الحسينيات ومساجد الشيعة خوفا من الطعن بالصحابة (كلمة حق يراد بها باطل)·
وطبعا سيرد الطرف الثاني بالمقابل والخاسر في هذه الحالة الناس لأنهم سيعيشون بحالة من التشنج والعصبية حتى تصل لدرجة تكفير كل طرف للآخر جهارا ونهارا· وفي النهاية بعد كل هذا الذي كتبته والذي لم أكتبه خوفا من الإطالة والذي أصبح معروفا للكل ألا يحق لي أن أقول كلمة أسى وقهر تعبر عن الحال الذي وصلنا إليه اليوم وهي: حسافة عليج يا كويت··· والله كريم·
آخر المقال:
رئيس اتحاد المزارعين يدعي أنه استلم شبرة الخضار ووعد المزارعين بالغالي والنفيس والحصول على بسلطات بالشبرة· وهي وعود انتخابية لدعم قائمة معينة من أبناء عمومة رئيس الاتحاد ضد قائمة أخرى· |