رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

���� �������
كان يا مكان يا عزيزي القارىء فيه بلدة صحراوية فقيرة تقع على البحر، وكان أغلب سكانها ناس على قد الحال ويشتغلون بأعمال بسيطة مثل النجارة والحدادة، ولهم موسم معين بالسنة يطلعون فيه البحر لاستخراج اللؤلؤ أو يسافرون لبلاد السند والهند بهدف التجارة لكي يعيشون حياة كريمة ويتحدون الفقر والجوع اللي كان منتشر في بلادهم.
الأحزاب هي المدرسة التي يتعلم داخلها المجتمع، فلاتوجد ديمقراطية كاملة دون الأحزاب وإن كانت الديمقراطية بمعناها الشامل هي مشاركة المواطنين في ممارسة السلطة السياسية عن طريق انتخاب ممثلين عنهم بواسطة الاقتراع العام، فإن هذه الوسيلة غير كافية للمواطن الذي يرغب في المشاركة في الحياة السياسية لأنه يجد نفسه منعزلا عن السلطة السياسية خلال كل فترة نيابية.
قلمــــي
بالبداية نعتذر من قراء ومتابعي عامودنا "قلمي" عن فترة انقطاع الكتابة وذلك لظروف خارجة عن الإرادة كما نود أن نتقدم بالشكر لجميع من تقدم وبادر بالسؤال عنا·· ولكم منا كل الشكر والتقدير·
يمكن أن نتوقف عن الكتابة فترات طويلة وبالإمكان ألا نكتب عن العديد من القضايا والمواضيع المهمة "ولكن" عندما نعيش ذكرى إنجاز دستور دولة الكويت يكتب القلم عن هذه الفرحة وعن هذا الاعتزاز والمنار والشموخ والعلا والقيم والأصالة في هذا الدستور العظيم
المؤرخ الإغريقي الشهير "هيرودوتس" كتب يقول: "عليّ أن أنقل ما قيل لي، لكن لا أراني ملزما بتصديق كل ما قيل لي" ليس من المستغرب أن تصدر هذه الروح النقدية من كاتب إغريقي ينتمي إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ففي ذلك العصر، عصر سقراط و تلميذه أفلاطون، كانت مخاطبة العقول هي السمة البارزة لتلك النزاعات الفكرية التي لا احتكام فيها إلا للعقل الإنساني وحده.
قبل عامين بدأ العمل باستاد جابر الدولي، وقد تسارع القائمون على المشروع بالظهور بشتى وسائل الإعلام معلنين أن المشروع سيكون جاهزا تماما في أكتوبر 2006! ونحن الآن في نوفمبر والمشروع يحتاج إلى الكثير من العمل إلى الآن، فما هو التبرير يا ترى بعد أن قطعوا وعودا بانتهاء المشروع بأكتوبر دون أي تأخير؟
في بداية تأسيس النظام السياسي الأمريكي مكث المؤسسون الأوائل لأمريكا عدة سنوات لمناقشة الدستور ووضع بنوده فكانت بداية إعلان الاستقلال من الاستعمار البريطاني وانتخاب أول رئيس أمريكي جورج واشنطن من (1776-1789) حيث تم بهذه الفترة مناقشات ساخنة حول كيفية البنية الأساسية لاتحاد الولايات المتحدة الثالثة عشرة آنذاك وانتهت هذه الفترة بكتابة الدستور وجاءت قيمة هذا الدستور في أوج مجده بعد أكثر من قرنين من وضع لبناته،
آفاق ورؤيـــة
من تجارب الكويت التاريخية أن الدستور دائما هو صمام الأمان·· فكلما تم الحكم من خلاله فإن الكويت في أمن وأمان، وفي الفترات التي يوقف العمل به فإن البلاد تمر بأزمات سياسية واقتصادية طاحنة.
ولعل الرجوع الى الأزمات الاقتصادية الكبرى كأزمة المناخ أو الأزمات السياسية كالغزو العراقي نجد أن الدستور خلالهما كان معطلا..
يبدو أن السائد في هذه الأيام هو سماع صوت طبول الحرب،أو ربما رذاذ المطر ،وهما حالتان من الانتظار لمرحلتين مختلفتين بين الدمار والازدهار، وهذا ما يذكرنا في الكيفية التي يستمع بها الإنسان إلى روائع الموسيقى الكلاسيكية، وهي تعتمد بشكل أساسي على المستوى الثقافي للإنسان، وفي الوقت نفسه على الحالة النفسية التي يمر بها.
بعد كل تلك السنوات التي مضت على وضع الدستور وبعد كل تلك المراحل التي قطعناها في الممارسة النيابية والدستورية إلى أن رسخت الأمور واستقرت في أذهان الناس وأصبح التخلي عنها ضرباً من ضروب الخيال لدرجة أصبح كل المواطنين يستنشقون الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية،
اسمحوا لهم بالتعليم وتوثيق عقود الزواج وشهادات الميلاد، اعدلوا وعاملوهم بإنسانية ورحمة وعدل، امنحوهم جواز سفر ليتمكنوا من السفر للحج والعمرة وزيارة الأقارب والعلاج.
لا جنسية لا جواز سفر لا تعليم جامعياً لا عقود زواج، لا شهادة ميلاد، لا رخصة قيادة، لا عدل لا إنسانية، لا رحمة لا حياة لمن تنادي، هذه شعاراتهم التي رفعوها في الندوة الجماهيرية التي نظمتها جمعية حقوق الإنسان بعنوان "البدون يتحدثون".
معظم التقارير والدراسات تتحدث هذه المرة و بعلانية مطلقة عن بداية تهاوي النظام الذي تأسس على أرض فلسطين منذ أكثر من ستين عاما· وكل الدلائل تشير إلى أن الدولة العبرية التي قامت ووصلت إلى قمة تألقها وسيطرتها على المنطقة في الستينات خاصة بعد انتصارها في حرب 67 ومن ثم أرعبت كل من حولها بعد نهاية حرب أكتوبر73 بدأت العد التنازلي لدولة قامت على أسس مهزوزة واستمرت كذلك بقدرة قادر.
قضيتنا المركــزية
لم تكن مجزرة "بيت حانون" الأولى في سلسلة الجرائم الصهيونية المروعة، وبالطبع لن تكون الأخيرة في ظل المواقف العربية والإسلامية والدولية الضعيفة، والتي تعطي الذرائع الكافية لحكومة الإرهابي "إيهود أولمرت" لتفعل ما تشاء في أبناء فلسطين المظلومين.
غريب أمر هذه الحكومة ما نقرؤه وما يتم تداوله من معلومات بشأن "حفر" بعض الوزراء لبعضهم لا يحدث إلا في الكويت·· عفية حكومة!
إذا كان التنسيق بين أعضاء السلطة التنفيذية غائباً فإن تصيد الأخطاء شعار بعضهم تماما كما يحدث بين الوزير الشطي والوزيرة معصومة المبارك حسب ما ذكرت الزميلة جريدة السياسة، فماذا إذن ننتظر نحن كمواطنين من العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي لا تخرج من مأزق إلا وتدخل في آخر!
بلا حــــدود
فتحت إذاعة الـ "بي بي سي" في تقرير مطول ملف الفساد في العراق!! وهو الملف الذي يشكل خطورة لا تقل عن خطورة العنف الدموي الذي أصبح قاعدة في الشأن والشارع العراقي ولأكثر من ثلاثة أعوام!!
تناول التقرير أرقاما فلكية عن حجم السرقات التي تتم جهاراً نهاراً وتكبد خزينة الدولة أموالاً يحتاجها العراق في عملية البناء الشاقة والمكلفة في ظل حمام الدم المستمر!!
الخصخصة في واقعها الحالي ما هي إلا سلب لجيوب المواطنين وإغلاق الفرص الوظيفية في وجوههم والتكسب على حساب أموال المواطنين وإهمال تنمية المجتمع وأفراده، فبدلاً من تنمية العنصر البشري الوطني والعمل على تأهيله وإعداده تقوم الغالبية العظى من التجار بجلب عمالة رخيصة من خارج البلاد،