الأحزاب هي المدرسة التي يتعلم داخلها المجتمع، فلاتوجد ديمقراطية كاملة دون الأحزاب وإن كانت الديمقراطية بمعناها الشامل هي مشاركة المواطنين في ممارسة السلطة السياسية عن طريق انتخاب ممثلين عنهم بواسطة الاقتراع العام، فإن هذه الوسيلة غير كافية للمواطن الذي يرغب في المشاركة في الحياة السياسية لأنه يجد نفسه منعزلا عن السلطة السياسية خلال كل فترة نيابية·
فبوجود الأحزاب يستطيع أن ينضم للحزب الذي يراه متماشيا مع أفكاره وتوجهاته، وبعدها يكون قادرا على التواصل مع السلطات السياسية·
والكويت الآن دون أي وقت آخر بحاجة الى أحزاب التي هي نبض الحياة الديمقراطية فليس الـ 50 عضوا فقط هم من يرغبون المشاركة في الحياة السياسية ولكن المليون مواطن جميعهم يسبقونهم نحو هذا التوجه، وجميعهم يريدون وجود أحزاب حقيقية كالموجودة في دول أوروبا وليست كالموجودة في مصر شكلا لا موضوعا، فبينما يوجد فيها حوالي 22 حزبا فنجد أنه لا يوجد عمليا سوى حزب واحد وهو الحزب الحاكم، أما باقي الأحزاب فهي كالمريض الميت إكلينيكيا أو قد نقول إنها منتهية الصلاحية· ويرجع البعض سبب ذلك الى الانقسامات وعدم التغيير التي تحدث داخل كل حزب، والبعض الآخر يرجعها الى دكتاتورية الحزب الوطني الذي لا يقبل وجود حزب آخر نشط غيره· ولكننا في الكويت بحاجة الى وجود أحزاب حقيقية هدفها أولا وأخيرا (مصلحة الكويت فوق كل اعتبار)·
ونطلب من نواب هذا المجلس تبني قانون الأحزاب فهم من بأيديهم أن يجعلوا التعددية الحزبية في الكويت وسيلة حقيقية نستيطيع بها ممارسة دورنا السياسي كاملا، أو أن يجعلوه حلما نظل نحلم به، ولكنني على ثقة بأن النواب خلال هذه الدورة البرلمانية سيتمكنون من إقرار العديد من القوانين التي فيها مصلحة للكويت ومنها قانون الأحزاب· |