لم تكن مجزرة "بيت حانون" الأولى في سلسلة الجرائم الصهيونية المروعة، وبالطبع لن تكون الأخيرة في ظل المواقف العربية والإسلامية والدولية الضعيفة، والتي تعطي الذرائع الكافية لحكومة الإرهابي "إيهود أولمرت" لتفعل ما تشاء في أبناء فلسطين المظلومين·
والمتابع للتصريحات والمواقف الدولية التي صدرت بعد وقوع الجريمة النكراء يجد أنها لا ترتقي لمستوى الإدانة التي يصف بها هؤلاء قيام ثلة من الفلسطينيين بعمليات استشهادية أو فدائية، وهي العمليات التي يكفلها القانون الدولي·
وسوف نستعرض في الأسطر القادمة، أهم تلك التصريحات التي صدرت بعد المجزرة ونترك الحكم للقارئ الواعي والمتابع للأوضاع بكل حيادية وموضوعية·
أدان- وبخجل- رئيس السلطة الفلسطينية العملية ودعا لموقف فلسطيني موحد لمواجهته، ولم ينس أن يصف من جديد عملية إطلاق الصواريخ على إسرائيل بأنها عملية عبثية تضر بمصالح الفلسطينيين، أما الإرهابي "إيهود أولمرت" فقد عرض تقديم المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية الفورية للمصابين، ولكنه لم يقم بإدانة المجزرة بينما طالبت المفوضية الأوروبية كل الأطراف بالالتزام بتحركات متكافئة، أما مفوض العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي فقد أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكن ليس على حساب الأبرياء·
بينما أعربت وزيرة الخارجية البريطانية عن "انزعاجها الشديد" لما جرى وأعربت الخارجية الروسية عن "قلقها البالغ"·
أما المواقف العربية فكانت كعادتها بعيدة كل البعد عن الموقف المنشود من العرب حيال ما يجري لإخوانهم في فلسطين، حيث اكتفت أغلب الدول العربية بإدانة المجزرة ودعوة المجتمع الدولي للتحرك السريع لوضع حد للممارسات الإسرائيلية، بينما تمادت بعض الدول بدعوة إسرائيل بالعودة السريعة لطاولة المفاوضات وتفعيل مبادرة السلام العربية التي نسفتها إسرائيل عشرات المرات من قبل، أما الموقف الأمريكي فلم يخرج عن إطاره المرسوم سلفاً باعتبار ما حدث لا يخرج عن كونه دفاعاً إسرائيلياً مشروعاً عن النفس وإن دعا البيت الأبيض لفتح تحقيق إسرائيلي للوقوف على حقيقة وأسباب ما حصل، وموقف الأمم المتحدة والأمين العام فلا داعي لذكرها لأنها لا تغني أو تسمن من جوع·
هذه هي العدالة الدولية عندما يتعلق الأمر بالدم الفلسطيني الذي أضحى بلا ثمن·
abdullah.m@taleea.com |